فهرس الكتاب
الصفحة 1773 من 2064

العظيمة التي تتوفر الدواعي على نقلها وإشاعتها سيما من الأعداء ومن يدعي نسخ دينه

وذلك لأنه أقوى حجة له أي لمن يدعيه فيه أي في جواز نسخه

فلا بد أن تتوفر دواعيه على نقله لكنه لم يتواتر إجماعا

وأما الثالث وهو سكوته عنهما فلأنه يقتضي ثبوت دينه مرة واحدة وعدم تكرره لأن مقتضى الإطلاق يتحقق بالمرة الواحدة

وأنه معلوم الانتفاء لتقرره إلى أوان النسخ إما بشريعة عيسى أو بشريعة محمد باتفاق بيننا وبينكم

والجواب منع تواتر ذلك أي دوام السبت من موسى عليه السلام

ولو كان كذلك أي متواترا كما زعمتم لاحتج به على محمد

ولو احتج به عليه لنقل ذلك الاحتجاج متواترا لتوفر الدواعي على نقله

ولا تواتر أصلا

كيف وقد اشتهر أنه اختلقه ابن الراوندي لليهود

وأما الترديد فنختار منه أنه صرح بدوامه إلى ظهور الناسخ على لسان نبي يأتي من بعده

وإنما لم ينقل ذلك تواترا إما لقلة الدواعي منهم إلى نقله لما فيه من الحجة عليهم لا لهم

وإما لقلة الناقلين في بعض الطبقات المعتبرة كثرتها في التواتر

لأن اليهود جرت لهم وقائع ردتهم إلى أقل القليل ممن لا يحصل التواتر بنقله

كما في زمن بختنصر فإنه قتلهم وأفناهم إلا من شذ منهم

وأما العيسوية من اليهود فطريق الرد عليهم أنه لما سلموا صحة نبوته بالأدلة القاطعة والمعجزات الباهرة وجب عليهم أن يعترفوا بما تواتر عنه من دعواه البعثة إلى الأمم كافة لا إلى العرب خاصة

فإنه قد علم ذلك منه كما علم وجوده ودعواه الرسالة

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام