فهرس الكتاب
الصفحة 1736 من 2064

كثيرة

وإما أنه لم يعارض فلأنه لو عورض لتواتر سيما والخصوم أكثر من حصى البطحاء وأحرص الناس على إشاعة ما يبطل دعواه

وأما أنه حينئذ يكون معجزا فقد مر

والكلام على هذه الطريقة سؤالا وجوابا يعلم من الفصل المتقدم

ولنتكلم الآن في وجه إعجازه وفي شبه القادحين فيه في فصلين

الفصل الأول في وجه إعجازه وقد اختلف فيه فقيل هو ما اشتمل عليه من النظم الغريب المخالف لنظم العرب ونثرهم في مطالعه ومقاطعه وفواصله

وعليه بعض المعتزلة

وقيل كونه في الدرجة العالية من البلاغة التي لم يعهد مثلها وعليه الجاحظ

قالوا البلاغة التعبير باللفظ الرائع عن المعنى الصحيح بلا زيادة ولا نقصان في البيان

وهل رتب البلاغة متناهية والحق أن الموجود منها متناه دون الممكن ثم أصل البلاغة في القرآن متفق عليه لا ينكره من له أدنى تمييز ومعرفة بصياغة الكلام

وأما كونه في الدرجة العالية غير المعتادة وبهذا يحصل الإعجاز ولا حاجة بنا إلى بيان أنه الغاية فيها فلأن من تتبع القرآن وجد فيه فنونها من إفادة المعاني الكثيرة باللفظ القليل وضروب التأكيد وأنواع التشبيه والتمثيل والاستعارة وحسن المطالع والمقاطع والفواصل والتقديم والتأخير والفصل والوصل اللائق بالمقام وتعريه عن اللفظ الغث والشاذ والشارد إلى غير ذلك بحيث لا يرى المتصفح له المميز نوعا منها إلا وجده فيه أحسن ما يكون

ولا يقدر أحد من البلغاء وإن استفرغ وسعه إلا على نوع أو نوعين منه

وربما لو رام غيره لم يواته

ومن كان أعرف بالعربية وفنون بلاغتها كان أعرف بإعجاز القرآن

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام