فهرس الكتاب
الصفحة 1713 من 2064

والجواب بعد تسليم حكم العقل أن الشرع فائدته تفصيل ما أعطاه العقل إجمالا وبيان ما يقصر عنه العقل

فإن القائلين بحكم العقل لا ينكرون أن من الأفعال ما لا يحكم فيه كوظائف العبادات وتعيين الحدود وتعليم ما ينفع وما يضر من الأفعال

وذلك كالطبيب يعرف الأدوية وطبائعها وخواصها مما لو أمكن معرفتها للعامة بالتجربة ففي دهر طويل يحرمون فيه من فوائدها ويقعون في المهالك قبل استكمالها

مع أن اشتغالهم بذلك يوجب إتعاب النفس وتعطل الصناعات والشغل عن مصالح المعاش

فإذا تسلموه من الطبيب خفت المؤنة وانتفعوا به وسلموا من تلك المضار

ولا يقال في إمكان معرفته غنى عن الطبيب

كيف والنبي لا يعلم ما يعلم إلا من جهة الله

وفيما تقدم من تقرير مذهب الحكماء تتمة لهذا الكلام

الرابعة من قال بامتناع المعجزة لأن تجويز خرق العادة سفسطة ولو جوزناه لجاز انقلاب الجبل ذهبا وماء البحر دما ودهنا

وأواني البيت رجالا

وتولد هذا الشيخ دفعة بلا أب وأم

وكون من ظهرت المعجزة على يده غير من ادعى النبوة بأن يعدم المدعي ويوجد مثله

ولا يخفى ما فيه من الخبط والإخلال بالقواعد

والجواب إن خرق العادات ليس أعجب من أول خلق السموات والأرض وما بينهما ومن انعدامها الذي نقول به والجزم بعدم وقوع بعضها لا ينافي إمكانها

وذلك كما في المحسوسات

فإنا نجزم بأن حصول الجسم المعين في الحيز المعين لا يمتنع فرض عدمه بدله مع الجزم به للحس

والعادة أحد طرق العلم كالحس

ثم إن خرق العادة إعجازا وكرامة عادة مستمرة

الخامسة من قال ظهور المعجزة لا يدل على الصدق لاحتمالات

الأول كونه من فعله لا من فعل الله إما لمخالفة نفسه لسائر النفوس أو لمزاج خاص في بدنه أو لكونه ساحرا

وقد أجمعتم على

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام