فهرس الكتاب
الصفحة 1698 من 2064

كذبه

نعم لو قال معجزتي أن أحيي هذا الميت فأحياه فكذبه ففيه احتمال

والصحيح أنه لا يخرج بذلك عن كونه معجزا لأن المعجز إحياؤه

وهو بعد ذلك مختار في تصديقه وتكذيبه

ولم يتعلق به دعوى

وقيل هذا إذا عاش مدة زمانا

ولو خر ميتا في الحال بطل الإعجاز

لأنه كان أحيى للتكذيب

والحق أنه لا فرق لوجود الاختيار في الصورتين

والظاهر أنه لا يجب تعيين المعجز

السابع أن لا يكون متقدما على الدعوى بل مقارنا لها لأن التصديق قبل الدعوى لا يعقل

فلو قال معجزتي ما قد ظهر على يدي قبل لم يدل على صدقه ويطالب به بعد

فلو عجز كان كاذبا قطعا

فإن قال هذا الصندوق فيه كذا وكذا وقد علمنا خلوه واستمر بين أيدينا من غلقه إلى فتحه

فإن ظهر كما قال كان معجزا

وإن جاز خلقه فيه قبل التحدي

لأن المعجز إخباره عن الغيب

واحتمال أن العلم بالغيب خلق فيه قبل التحدي بناء على جواز إظهار المعجز على يد الكاذب

وسنبطله

فإن قيل فما تقولون في كلام عيسى في المهد وتساقط الرطب الجني عليه من النخلة اليابسة وفي معجزات رسولكم من شق بطنه وغسل قلبه وإظلال الغمامة وتسليم الحجر والمدر عليه

قلنا إنما هي كرامات

وظهورها على الأولياء جائز

والأنبياء قبل نبوتهم لا يقصرون عن درجة الأولياء

وقد قال القاضي إن عيسى كان نبيا في صباه لقوله وجعلني نبيا ولا يمتنع من القادر المختار أن يخلق في الطفل ما هو شرط النبوة من كمال العقل وغيره

ولا يخفى بعده مع أنه لم يتكلم بعد هذه الكلمة ببنت شفة إلى أوانه ولم يظهر الدعوة بعد أن

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام