فهرس الكتاب
الصفحة 1654 من 2064

الكائنات إلا فعلا له لا غرضا لفعل آخر لا يحصل إلا به ليصلح غرضا لذلك الفعل وليس جعل البعض غرضا أولى من البعض

وأيضا فلا بد من الانتهاء إلى ما هو الغرض

ولا يكون ذلك لغرض آخر

وإذا جاز ذلك بطل القول بوجوب الغرض

احتجوا بأن الفعل الخالي عن الغرض عبث وأنه قبيح يجب تنزيه الله عنه

قلنا إن أردتم بالعبث ما لا غرض فيه فهو أول المسألة

وإن أردتم أمرا آخر فلا بد من تصويره ثم من تقريره ثم من الدلالة على امتناعه على الله سبحانه وتعالى

تذنيب إذا قيل لهم فما الغرض من هذه التكاليف الشاقة التي لا نفع فيها لله لتعاليه عنه ولا للعبد لأنها مشقة بلا حظ قالوا الغرض فيها تعريض العبد للثواب

فإن الثواب تعظيم وهو بدون استحقاق سابق قبيح فيقال لهم لا نسلم أن التفضل بالثواب قبيح كما تفضل بما لا يحصى من النعم في الدنيا

وإن سلم قبحه فيمكن التعريض له بدون هذه المشاق إذ ليس الثواب على قدر المشقة وعوضا

ألا يرى أن في التلفظ بكلمة الشهادة من الثواب ما ليس في كثير من العبادات الشاقة وكذا الكلمة المتضمنة لإنجاء نبي أو تمهيد قاعدة خير أو دفع شر عام

وما يروى أن أفضل العبادات أحمزها

فذلك عند التساوي في المصالح

ثم أنه معارض بما فيه من تعريض الكافر والفاسق للعذاب

ومن أين لكم أن ذلك أكثر من هذا

الشرح

المقصد الثامن في أن أفعال الله تعالى ليست معللة بالأغراض إليه

ذهبت الأشاعرة وقالوا لا يجوز تعليل أفعاله تعالى بشيء من

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام