فهرس الكتاب
الصفحة 1569 من 2064

تفتقر إلى إرادة أخرى

ورد هذا الجواب بأنه لا يدفع التقسيم المذكور والفرق في المدلول مع الاشتراك في الدليل على بطلان الدليل

وفيه نظر فإن مآله إلى تخصيص المرجح في قولنا ترجيح فعله يحتاج إلى مرجح بالمرجح الحادث

ويتم الجواب

وأما استلزام ذلك لوجوب الفعل منه فقد عرفت جوابه

واعلم أن هذا الاستدلال إنما يصلح إلزاما للمعتزلة القائلين بوجوب المرجح في الفعل الاختياري

وإلا فعلى رأينا يجوز الترجيح بمجرد تعلق الاختيار بأحد طرفي المقدور

فلا يلزم من كون الفعل بلا مرجح كونه اتفاقيا

وحديث الترجيح بلا مرجح قد تكرر مرارا بما أغنانا عن إعادته

والمعتزلة صاروا فريقين

فأبو الحسين ومن تبعه يدعي في إيجاد العبد لفعله الضرورة

وذلك أن كل أحد يجد من نفسه التفرقة بين حركتي المختار والمرتعش والصاعد إلى المنارة والهاوي منها

ويجعل إنكاره سفسطة

والجواب إن الفرق عائد إلى وجود القدرة وعدمها لا إلى تأثيرها وعدمه

وذلك أنه لا يلزم من دوران الشيء مع غيره وجوب الدوران

ولا يلزم من وجوب الدوران العلية ولا من العلية الاستقلال بالعلية ثم يبطل ما قاله أمران

الأول إن من كان قبله بين منكرين لإيجاد العبد فعله ومعترفين به مثبتين له بالدليل

فالموافق والمخالف له اتفقوا على نفي الضرورة

فكيف يسمع منه نسبة كل العقلاء إلى إنكار الضرورة

الثاني إن كل سليم العقل إذا اعتبر حال نفسه علم أن إرادته للشيء لا تتوقف على إرادته لتلك الإرادة

وأنه مع الإرادة الجازمة يحصل المراد

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام