فهرس الكتاب
الصفحة 1568 من 2064

والضابط أن المؤثر إما قدرة الله أو قدرة العبد أو هما مع اتحاد المتعلقين أو دونه

وحينئذ فإما مع كون إحداهما متعلقة للأخرى

وليس قدرة الله متعلقة لقدرة العبد وإما بدون ذلك

لنا وجوه

الأول إن فعل العبد ممكن

وكل ممكن مقدور الله تعالى لما مر من شمول قدرته

ولا شيء مما هو مقدور لله بواقع بقدرة العبد لامتناع اجتماع قدرتين مؤثرتين على مقدور واحد لما مر

الثاني لو كان العبد موجدا لأفعاله لوجب أن يعلم تفاصيلها

واللازم باطل

أما الشرطية فلأن الأزيد والأنقص مما أتى به ممكن

فوقوع المعين منه دونهما لأجل القصد والاختيار مشروط بالعلم به

وأما الاستثنائية فلأن النائم قد يفعل ولا يشعر بكمية ذلك الفعل وكيفيته

ولأن أكثر المتكلمين يثبتون الجوهر الفرد

فيكون البطء لتخلل السكنات

والمتحرك منا لا يشعر بالسكنات المتخللة بين حركاته البطيئة بالضرورة

ولأن الواقع بقدرة العبد عند الجبائي الحركة

وهي صفة توجب المتحركية مع أن أكثر العقلاء لا يتصورون تلك الصفة

وهذان لا يلزمان أبا الحسين حيث يتوقف في الجوهر الفرد وينفي تلك الصفة

ولأن المحرك منا لإصبعه محرك لأجزائها

ولا شعور له بها فكيف يعرف حركتها

الثالث إن العبد لو كان موجدا لفعله فلا بد أن يتمكن من فعله وتركه

ويتوقف ترجيح فعله على تركه على مرجح

وذلك المرجح لا يكون منه

وإلا لزم التسلسل ويكون الفعل عنده واجبا وإلا لم يكن الموجود تمام المرجح فيكون اضطراريا

وأورد عليه أن هذا ينفي كون الله تعالى مختارا لإمكان إقامة الدلالة بعينها فيه

وأجيب بالفرق بأن إرادة العبد محدثة فافتقرت إلى إرادة يخلقها الله فيه دفعا للتسلسل وإرادة الله تعالى قديمة فلا

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام