فهرس الكتاب
الصفحة 1517 من 2064

قلنا كل ذلك يدل على تأثر الحدقة

وأما عود الإبصار إليه فلا

فلا هي هو

ولا مشروطة به عندنا

وقد سبق ما فيه كفاية

ثم علمت أن الله تعالى ليس جسما ولا في جهة ويستحيل عليه مقابلة ومواجهة وتقليب حدقة نحوه

ومع ذلك يصح أن ينكشف لعباده انكشاف القمر ليلة البدر

ويحصل لهوية العبد بالنسبة إليه هذه الحالة المعبر عنها بالرؤية

وقد استدل عليه بالنقل والعقل

فلنجعله مسلكين

المسلك الأول النقل

والعمدة قوله تعالى حكاية عن موسى عليه السلام رب أرني أنظر إليك قال لن تراني ولكن انظر إلى الجبل فإن استقر مكانه فسوف تراني والاحتجاج به من وجهين

الأول أن موسى سأل الرؤية

ولو امتنع لما سأل

لأنه حينئذ إما أن يعلم امتناعه أو يجهله

فإن علمه فالعاقل لا يطلب المحال

فإنه عبث

وإن جهله فالجاهل بما لا يجوز على الله ويمتنع لا يكون نبيا كليما

الثاني أنه علق الرؤية على استقرار الجبل

واستقرار الجبل أمر ممكن في نفسه

وما علق على الممكن فهو ممكن

الإعتراض أما على الأول فمن وجوه

الأول أن موسى عليه السلام لم يسأل الرؤية بل تجوز بها عن العلم الضروري لأنه لازمها وإطلاق اسم الملزوم على اللازم شائع

وهذا تأويل العلاف

وتبعه الجبائي وأكثر البصريين

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام