فهرس الكتاب
الصفحة 1515 من 2064

وإنما يحتاج صدور أحدهما بعينه عنها إلى مخصص بعينه وهو الإرادة المتعلقة بذلك الطرف وحينئذ لا حاجة إلى مبدأ للكون غير القدرة المؤثرة فيه بواسطة الإرادة المتعلقة به

وقد ورد في حديث ليلة المعراج وضع كفه بين كتفي فوجدت بردها في كبدي

ولا يجوز إثبات الجارحة كما ذهبت إليه المشبهة

فقيل هو موصوف بكف لا كالكفوف

وقيل مؤول بالتدبير

يقال فلان في كف فلان

أي في تدبيره

فالمقصود من الحديث بيان ألطافه في تدبيره له وبيان أنه وجد روح ألطافه

لأن البرد يطلق على كل روح وراحة وطمأنينة

وقد ورد في الأحاديث أنه تعالى ضحك حتى بدت نواجذه

ويمتنع حمله على حقيقته

فقيل هو ضحك لا كضحكنا

وقيل مؤول بظهور تباشير الخير والنجح في كل أمر

ومنه ضحكت الرياض إذا بدت أزهارها

فمعنى ضحك ظهر تباشير الصبح

والنجح منه

وبدو النواجذ عبارةعن ظهور كنه ما كان متوقعا منه

ومن كان له رسوخ قدم في علم البيان حمل أكثر ما ذكر من الآيات والأحاديث المتشابهة على التمثيل والتصوير وبعضها على الكناية

وبعضها على المجاز مراعيا لجزالة المعنى وفخامته ومجانبا عما يوجب ركاكته

فعليك بالتأمل فيها وحملها على ما يليق بها

والله المستعان

وعليه التكلان

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام