فهرس الكتاب
الصفحة 1514 من 2064

الصفة العاشرة اليمين

قال تعالى والسموات مطويات بيمينه

وتأويلها بالقدرة التامة ظاهرة

الصفة الحادية عشرة التكوين

أثبته الحنفية صفة زائدة على السبع المشهورة أخذا من قوله تعالى كن فيكون فقد جعل قوله كن متقدما على كون الحادثات

أعني وجودها

والمراد به التكوين والإيجاد والتخليق

قالوا وإنه غير القدرة لأن القدرة أثرها الصحة

والصحة لا تستلزم الكون فلا يكون الكون أثرا للقدرة

وأثر التكوين هو الكون

الجواب إن الصحة هي الإمكان

وإنه للممكن ذاتي فلا يصلح أثرا للقدرة لأن ما بالذات لا يعلل بالغير بل به أي بإمكان الشيء في نفسه تعلل المقدورية فيقال هذا مقدور لأنه ممكن

وذلك غير مقدور لأنه واجب أو ممتنع

فإذن أثر القدرة هو الكون أي كون المقدور وجوده لا صحته وإمكانه

فاستغنى عن إثبات صفة أخرى كذلك أي يكون أثرها الكون

فإن قيل المراد بالصحة التي جعلناها أثرا للقدرة هو صحة الفعل بمعنى التأثير والإيجاد من الفاعل لا صحة المفعول في نفسه وهذه الصحة هي إمكانه الذاتي الذي لا يمكن تعليله بغيره

وأما الصحة الأولى فهي بالقياس إلى الفاعل ومعللة بالقدرة فإن القدرة هي الصفة التي باعتبارها يصح من الفاعل طرفا الفعل والترك على سواء من الشيء المقدور له فلا يحصل بها منه أحدهما بعينه بل لا بد في حصوله من صفة أخرى متعلقة به

أي بذلك الطرف وحده

فتلك الصفة هي التكوين

قلنا كل منهما أي من ذينك الطرفين يصلح أثرا لها أي للقدرة

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام