فهرس الكتاب
الصفحة 1466 من 2064

عن غيره لم يكن هو بالمعقولية أولى منه وغير المتناهي غير متميز عن غيره بوجه من الوجوه

وإلا لكان له حد وطرف به يتميز وينفصل عن الغير وإذا كان له طرف فليس غير متناه

هذا خلف

والجواب من وجهين

الأول إنه معقول من حيث أنه غير متناه يعني أن المجموع من حيث هو مجموع متميز عن غيره بوصف اللاتناهي ومعقول بحسبه

وإن كانت آحاده غير متميزة كما ذكرتم

وفيه نظر لأن ذلك الوصف

أعني اللاتناهي

أمر واحد عارض لغير المتناهي

وهو غير ما صدق عليه أنه غير متناه

والنزاع إنما وقع فيه لأنه الموصوف باللاتناهي لا في ذلك المفهوم العارض لأنه موصوف بالوحدة

ولما اتجه أن يقال المراد أن مجموع ما صدق عليه معقول باعتبار عارضه

لا أن عارضه معقول في نفسه

أشار إلى دفعه فقال وبالجملة فالنزاع في غير المتناهي تفصيلا لا إجمالا

وما ذكرتم علم إجمالي لا منازعة فيه لأحد

كيف ولا بد منه في الحكم بعد تميزه

الثاني المعقول كل واحد واحد ومن غير المتناهي وأنه متميز عن غيره من تلك الآحاد ومن غيرها ولا يضر في تميز كل واحد واحد عدم تميز الكل من حيث هو كل

ولم لزم من هذا الجواب كون غير المتناهي معلوما له تعالى تفصيلا لا إجمالا على عكس الجواب الأول أعرض عنه أيضا فقال والحق أن نقول لا نسلم أن المعقول المتميز يجب أن يكون له حد ونهاية يمتاز به عن غيره

وإنما يكون كذلك أن لو كان تعقله بتميزه وانفصاله عن غيره بالحد والنهاية

وأنه ممنوع لأن وجوه التميز لا تنحصر في الحد

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام