فهرس الكتاب
الصفحة 1424 من 2064

حدة

فالمانوية والديصانية من الثنوية قالوا فاعل الخير هو النور

وفاعل الشر هو الظلمة

وفساده ظاهر لأنهما عرضان فيلزم قدم الجسم وكون الإله محتاجا إليه

وكأنهم أرادوا معنى آخر سوى المتعارف فإنهم قالوا النور حي عالم قادر سميع بصير

والمجوس منهم ذهبوا إلى أن فاعل الخير هو يزدان وفاعل الشر هو اهرمن

ويعنون به الشيطان

والجواب منع قولهم الواحد لا يكون خيرا شريرا بمعنى أنه يوجد خير كثير وشر كثير

اللهم إلا أن يراد بالخير من يغلب خيره على شره وبالشرير من يغلب شره على خيره كما ينبىء عنه ظاهر اللغة فلا يجتمعان حينئذ في واحد لكنه غير ما لزم مما ذكر بل اللازم منه هو المعنى الذي أشرنا إليه

فلا يفيد إبطاله أي إبطال ما ليس بلازم ثم بعد هذا المنع والتنزل عنه يقال لهم الخير إن قدر على دفع شر الشرير ولم يفعله فهو شرير

وإن لم يقدر عليه فهو عاجز عن بعض الممكنات فلا يصلح إلها

فلا يوجد إلهان كما ذكرتم فنعارض خطابتهم بخطابة أحسن من ذلك مآلا وأكثر إقناعا

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام