فهرس الكتاب
الصفحة 1423 من 2064

الثاني من الوجهين إذا أراد أحدهما شيئا فإما أن يمكن من الآخر إرادة ضده أو يمتنع وكلاهما محال

أما الأول فلأنا نفرض وقوع إرادته له لأن الممكن لا يلزم من فرض وقوعه محال

فيلزم إما وقوعهما معا فيلزم اجتماع الضدين

وإما لا وقوعهما فيلزم ارتفاعهما فيلزم عجزهما لعدم حصول مرادهما

وأيضا يلزم اجتماعهما لأن المانع من وقوع مراد كل منهما هو حصول مراد الآخر لا قادريته عليه

فإذا امتنع مراد كل منهما فقد حصل مرادهما معا

هذا خلف وأيضا فإذا فرض ما ذكرناه في ضدين لا يرتفعان كحركة جسم وسكونه لزم المحال وهو ارتفاعهما معا

وأما وقوع أحدهما دون الآخر فالذي لا يقع مراده لا يكون قادرا كاملا فلا يكون إلها

وأما الثاني وهو أن يمتنع إرادة الآخر ضده فلأن ذلك الشيء الذي امتنع تعلق إرادة الآخر به هو لذاته يمكن تعلق قدرة كل من الإلهين وإرادته به

فالذي امتنع تعلق قدرته وإرادته به فالمانع عنه هو تعلق قدرة الآخر وإرادته فيكون هذا عاجزا

فلا يكون إلها

هذا خلف

لأنه خلاف المقدر

وقد مر أنه يمكن إثبات الوحدانية بالدلائل النقلية لعدم توقف صحتها على التوحيد

واعلم أنه لا مخالف في هذه المسألة إلا الثنوية دون الوثنية

فإنهم لا يقولون بوجود إلهين واجبي الوجود

ولا يصفون الأوثان بصفات الإلهية وإن أطلقوا عليها اسم الآلهة بل اتخذوها على أنها تماثيل الأنبياء أو الزهاد أو الملائكة أو الكواكب

واشتغلوا بتعظيمها على وجه العبادة توصلا بها إلى ما هو إله حقيقة

وأما الثنوية فإنهم قالوا نجد في العالم خيرا كثيرا وشرا كثيرا

وأن الواحد لا يكون خيرا شريرا بالضرورة

فلكل منهما فاعل على

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام