فهرس الكتاب
الصفحة 1405 من 2064

لم يقبل الانقسام كالجوهر الفرد كان الواجب أحقر الأشياء لحلوله فيه

وأيضا فلو حل في جسم فذاته قابلة للحلول في الجسم والأجسام متساوية في القبول لتركبها من الجواهر الأفراد المتماثلة

وإنما التخصيص ببعض الأجسام دون بعض للفاعل المختار

فلا يمكن الجزم بعدم حلوله في البقة والنواة وأنه ضروري البطلان

والخصم معترف به

وربما يحتج عليه بأن معنى حلوله في الغير كون تحيزه تبعا لتحيز المحل فيلزم كونه متحيزا في جهة

وقد أبطلناه

وقد عرفت ضعفه لأن الحلول مفسر بالاختصاص الناعت دون التبعية في التحيز كيف وأنه ينتقض بصفاته تعالى فإنها قائمة بذاته ولا تحيز هناك

تنبيه كما لا تحل ذاته في غيره لا تحل صفته في غيره لأن الانتقال لا يتصور على الصفات

وإنما هو من خواص الذوات لا مطلقا بل الأجسام

واعلم أن المخالف في هذين الأصلين يعني عدم الاتحاد وعدم الحلول طوائف ثلاث

الأولى النصارى ولما كان كلامهم مخبطا

ولذلك اختلف في نقله أشار إلى ما يفي بالمقصود فقال وضبط مذهبهم أنهم إما أن يقولوا باتحاد ذات الله بالمسيح أو حلول ذاته فيه أو حلول صفته فيه

كل ذلك إما ببدنه أي بدن عيسى أو بنفسه

فهذه ستة

وإما أن لا يقولوا بشيء من ذلك

وحينئذ فإما أن يقولوا أعطاه الله قدرة على الخلق والإيجاد أو لا

ولكن خصه الله تعالى بالمعجزات

وسماه ابنا تشريفا وإكراما كما سمى إبراهيم خليلا

فهذه ثمانية احتمالات باطلة إلا الأخير

فالستة الأولى باطلة لما بينا من امتناع الاتحاد والحلول

والسابع باطل لما سنبينه أن لا مؤثر في الوجود إلا الله

وهذا كلام إجمالي

وأما تفصيل مذهبهم

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام