فهرس الكتاب
الصفحة 1389 من 2064

مماس له

فقيل بمسافة متناهية

وقيل غير متناهية

ومنهم من قال ليس ككون الأجسام في الجهة

لنا وجوه

الأول لو كان في مكان لزم قدم المكان

وقد برهنا أن لا قديم سوى الله تعالى

وعليه الاتفاق

الثاني المتمكن محتاج إلى مكانه

والمكان مستغن عن المتمكن

الثالث لو كان في مكان فإما في بعض الأحياز أو في جميعها

وكلاهما باطل

أما الأول فلتساوي الأحياز ونسبته إليها فيكون اختصاصه ببعضها ترجيحا بلا مرجح

أو يلزم الاحتياج في تحيزه الذي لا تنفك ذاته عنه إلى الغير

وأما الثاني فلأنه يلزم تداخل المتحيزين وأنه محال بالضرورة

وأيضا فيلزم مخالطته لقاذورات العالم

تعالى عن ذلك علوا كبيرا

الرابع لو كان جوهرا فإما ألا ينقسم أو ينقسم

وكلاهما باطل

أما الأول فلأنه يكون جزء لا يتجزأ وهو أحقر الأشياء

تعالى عن ذلك

وأما الثاني

فلأنه يكون جسما

وكل جسم مركب

وقد مر أنه ينافي الوجوب الذاتي

وأيضا فقد بينا أن كل جسم محدث فيلزم حدوث الواجب

وربما يقال له كان جسما لقام بكل جزء علم وقدرة

فيلزم تعدد الآلهة

وهذا المستدل يلتزم أن الإنسان الواحد علماء قادرون أحياء

وربما يقال لو كان متحيزا لكان مساويا لسائر المتحيزات فيلزم إما قدم الأجسام أو حدوثه

وهو بناء على تماثل الأجسام

وربما يقال لو كان متحيزا لساوى الأجسام في التحيز

ولا بد من أن يخالفها بغيره فيلزم التركيب

وقد علمت ما فيه

احتج الخصم بوجوه

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام