فهرس الكتاب
الصفحة 1384 من 2064

المخالفة بين كل موجودين من الموجودات إنما هي بالذات وليس بين الحقائق اشتراك إلا في الأسماء والأحكام دون الأجزاء المقومة

وعلى هذا فهو منزه عن المثل المشارك في تمام الماهية والند الذي هو المثل المنادى

تعالى عن ذلك علوا كبيرا

وقال قدماء المتكلمين ذاته تعالى مماثلة لسائر الذوات في الذاتية والحقيقة

وإنما تمتاز عن سائر الذوات بأحوال أربعة الوجوب والحياة والعلم التام والقدرة التامة أي الواجبية والحيية والعالمية والقادرية التامتين

هذا عند أبي علي الجبائي

وأما عند أبي هاشم فإنه يمتاز عما عداه من الذوات بحالة خامسة هي موجبة لهذه الأربعة نسميها بالإلهية

قالوا ولا يرد علينا قوله تعالى ليس كمثله شيء لأن المماثلة المنفية ههنا هي المشاركة في أخص صفات النفس دون المشاركة في الذات والحقيقة

فإن قيل المذكور في الموقف الثاني الموجودية بدل الوجوب

وهو الموافق لما في المحصل والأربعين

أجيب بأن الوجود عند مثبتي الأحوال مشترك بين الموجودات كلها

فلا يتصور كونه مميزا

فالمراد بالموجودية المميزة هو الموجودية المقيدة بالواجبة فيرجع التمييز بالحقيقة إلى القيد

وتندفع المنافاة بين الكلامين

قلنا في إثبات المذهب الحق أنه تعالى لو شاركه غيره في الذات

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام