فهرس الكتاب
الصفحة 1375 من 2064

المعلول

ولا يلزم من تقدم كل واحد تقدم الكل

كما أن كل واحد من الأجزاء متقدم على الماهية ومجموعها ليس متقدما بل هو نفس الماهية

وإن أردت بها أي بالعلة الفاعل وحده فلم لا يجوز أن يكون جزءه

قولك لأنه علة لكل جزء فيكون علة لنفسه ولعلله قلنا ذلك ممنوع

ولم لا يجوز أن يحصل بعض الأجزاء بلا علة أو بعلة أخرى

والجواب أن المراد بالعلة هو الفاعل المستقل بالفاعلية

وهو في مجموع كل جزء منه ممكن لا بد أن يكون فاعلا لكل من الأجزاء على معنى أنه لا يستند شيء منها بالمفعولية إلا إليه أو إلى ما صدر عنه

وإلا وقع بعض أجزائه بفاعل آخر لم يصدر عنه

فإذا قطع النظر عنه أي عن الآخر لم تحصل الماهية المعلولة التي هي المجموع

فلم يكن ذلك الفاعل فاعلا مستقلا بالمعنى المذكور

وهو خلاف المقدر

فإن قيل هذا الذي ذكرتموه منقوض بالمركب من الواجب والممكن فإن مجموعهما من حيث هو مجموع لا شك أنه ممكن لاحتياجه إلى جزئه الذي هو غيره مع أن فاعله ليس فاعلا لكل واحد من أجزائه

وأيضا لو كان فاعل الكل بالاستقلال فاعلا لكل جزء منه كذلك للزم في مركب في أجزائه ترتب زماني كالسرير مثلا إما تقدم المعلول على علته أو تخلف المعلول عن علته المستقلة

إذ عند وجود الجزء المتقدم كالخشب إن وجدت العلة المستقلة للكل لزم الأمر الثاني

وإن لم توجد لزم الأمر الأول

وكلاهما محال

قلت الجواب عن الأول وهو النقض أنا قيدناه أي الكل بما كل جزء منه ممكن كما مر آنفا فاندفع النقض

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام