فهرس الكتاب
الصفحة 1367 من 2064

الثالث بحدوث الأعراض

مثل ما نشاهد من انقلاب النطفة علقة ثم مضغة ثم لحما ودما

إذ لا بد من مؤثر صانع حكيم

الرابع بإمكان الأعراض

وهو أن الأجسام متماثلة

فاختصاص كل بما له من الصفات جائر

فلا بد في التخصيص من مخصص له

ثم بعد هذه الوجوه نقول مدبر العالم إن كان واجب الوجود فهو المطلوب

وإلا كان ممكنا فله مؤثر

ويعود الكلام فيه

ويلزم إما الدور أو التسلسل

وإما الانتهاء إلى مؤثر واجب الوجود لذاته

والأول بقسميه باطل لما مر

فتعين الثاني

وهو المطلوب

المسلك الثاني للحكماء وهو أن موجودا فإن كان واجبا فذاك

وإن كان ممكنا احتاج إلى مؤثر ولا بد من الانتهاء إلى الواجب

وإلا لزم الدور أو التسلسل

وفي هذا طرح لمؤنات كثيرة كما ترى

المسلك الثالث لبعض المتأخرين جميع الممكنات من حيث هو جميع ممكن لاحتياجه إلى أجزائه التي هي غيره

فله علة

وهي لا تكون نفس ذلك المجموع إذ العلة متقدمة على المعلول ويمتنع تقدم الشيء على نفسه ولا تكون جزءه إذ علة الكل علة لكل جزء فيلزم أن يكون علة المجموع علة لنفسه ولعلله

فإذا هو أمر خارج عنه

والخارج عن جميع الممكنات واجب لذاته

وهو المطلوب

واعترض عليه بوجوه

الأول المجموع يشعر بالتناهي

فإثباته به مصادرة على المطلوب

والجواب أن المراد به هو الممكنات بحيث لا يخرج عنها شيء منها

وذلك متصور في غير المتناهي

الثاني إن أردت بالمجموع كل واحد فعلته ممكن آخر متسلسلا إلى غير النهاية

وإن أردت به الكل المجموعي فلا نسلم أنه موجود إذ ليس ثمة هيئة اجتماعية

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام