عَنْ خَلْقِهِ، وَلَا خَلْقِهِ عَنْهُ [1] ».
[1231] قَالَ أَبُو مَنْصُورٍ مَعْمَرُ بْنُ أَحْمَدَ الصُّوفِيُّ [2] : سَمِعْتُ أَبَا مُحَمَّدٍ عَبْدَ اللهِ بْنَ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ [3] يَقُولُ: قَصَدْتُ مَجْلِسَ عَلِيِّ بْنِ سَهْلٍ [4] ، فَكَانَ يَتَكَلَّمُ فِي أَهْوَالِ القِيَامَةِ، فَقَرَأَ حَدِيثَ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي نُزُولِ الْمَلَائِكَةِ أَهْلِ سَمَاءٍ سَمَاءٍ [5] إِلَى الأَرْضِ، فَيَقُولُ الخَلْقُ: أَفِيكُمْ رَبُّنَا؟ فَيَقُولُونَ:"لَا، وَلَكِنْ هُوَ آتٍ" [6] . فَرَأَيْتُ عَلِيَّ بْنَ سَهْلٍ يُكَبِّرُ اللهَ كُلَّمَا قَالَ:"لَا، وَلَكِنْ هُوَ آتٍ"، كَأَنَّهُ شَاهد الحَقّ تَعَالَى، فَفَزَّعَ قَلْبِي قَوْلُهُ رحمه الله.
(1) ترك بعدها فراغا مقدار نصف سطر، ثم وضع علامة انتهاء الكلام بعد الفراغ.
(2) مَعْمر بْن أحمد بْن محمد بْن زياد، الشَّيْخ أبو منصور الإصبهاني الزّاهد، كبير الصُّوفيّة بإصبهان سَمِعَ أبا القاسم الطبَرانيّ، وأبا الشَّيْخ، وابن المقرئ، وغيرهم، مات في رمضان سنة (418 هـ) . تاريخ الإسلام (9/ 302) .
(3) عَبْدُ اللهِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ، أَبُو مُحَمَّدٍ الأَصْبَهَانِيُّ الْمُذَكِّرُ، الوَاعِظُ، رَوَى عَنْ أَبِي عَرُوبَةَ الْحَرَّانِيِّ وَالْبَغَوِيِّ وَغَيْرِهِمَا، وَعَنْهُ أَبُو نُعَيْمٍ وأَبُو بَكْرِ بْنِ أَبِي عَلِيٍّ، تُوُفِّيَ فِي رَجَبٍ سَنَةَ (368 هـ) . تاريخ أصبهان (2/ 55) تاريخ الإسلام (8/ 290) .
(4) لم أميزه. وهناك:
-علي بن سهل بن أبي حيّان التميمي، أبو الحسن الكْوفي، (ت: 379 هـ) تاريخ الإسلام (8/ 467) .
-وعليّ بن سهل بن محمد، أبو الحَسَن الإصبهانيّ الزّاهد، أحد أعلام الصوفية، صحب محمد بن يوسف البناء، وكان يكاتب الجنيد. وله شأن، رَوَى عَنْهُ: الطَّبَرانيّ، (ت: 307 هـ) . تاريخ الإسلام (7/ 120) .
(5) كذا. ولفظ ابن راهويه في مسنده (10) في حَدِيثِ الصُّورِ: (ثُمَّ يَنْزِلُ أَهْلُ السَّمَوَاتِ سَمَاءً سَمَاءً) .
(6) هو قطعة من"حَدِيثِ الصُّورِ"، وهو حديث طويل يُرْوَى عن أبي هريرة - رضي الله عنه -، مضى الحديث عنه في بداية باب النزول يوم القيامة، انظر ما بعد [1219] .