الزُّرَقِيِّ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «يَنْزِلُ اللهُ - عز وجل - فِي - أَوْ إِلَى - السَّمَاءِ الدُّنْيَا لِثُلُثِ اللَّيْلِ الآخِرِ أَوْ رُبْعِهِ، فَيَقُولُ: مَنْ يَسْأَلْنِي أُعْطِهِ» .
وَعَبْدُ اللهِ بْنُ الحَارِثِ - الَّذِي رَوَى عَنْ أَبِيهِ عَنْ رِفَاعَةَ الزُّرَقِيِّ - هُوَ الخَطْمِيُّ، وَهُوَ مَدِينِيٌّ، رَوَى عَنْهُ مُحَمَّدُ بْنُ الحَسَنِ وَغَيْرُهُ، وَقَدْ رَوَى عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَابِرٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ أَحَادِيثَ مَنَاكِيرَ) [1] .
[1080] قَالَ أَبُو أَحْمَدَ عَبْدُ اللهِ بْنُ عَدِيٍّ الجُرْجَانِيُّ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ هَارُوْنَ بْنِ حَسَّانٍ [2] ، ثنا صَالِحُ بْنُ أَيُّوبَ [3] ، ثنا حَبِيْبُ بنُ أَبِي حَبِيْبٍ [4] ، حَدَّثَنِي مَالِكٌ قَالَ:"يَتَنَزَّلُ رَبُّنَا تَبَارَكَ وَتَعَالَى أَمْرُهُ، فَأَمَّا هُوَ فَدَائِمٌ لاَ يَزُولُ". - يَعْنِي قَوْلَهُ: يَنْزِلُ رَبُّنَا كُلَّ لَيْلَةٍ إِلَى سَمَاءِ الدُّنْيَا -.
قَالَ - يعني صَالِحَ بْنَ أَيُّوبَ-: فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِيَحْيَى بنِ بُكَيْرٍ فَقَالَ:"حَسَنٌ وَاللهِ، وَلَمْ أَسْمَعْهُ مِنْ مَالِكٍ" [5] .
(1) موضوع بهذا الإسناد. هَارُونُ بْنُ عَبْدِ اللهِ: هو الحَمَّالُ، ثقة، مضى [1025] .
وهذا النص بطوله نقله المصنِّف من معجم الصحابة للبغوي (2/ 365، ح 730) .
وأورده مغلطاي في إكمال تهذيب الكمال (4/ 314) عن البغوي في معجمه. وانظر ما سبق.
(2) لم أجد له ترجمة.
(3) ترجم له ابن حجر، قال: جهله المؤلف (الذهبي) فيما رأيت بخطه. لسان الميزان (4/ 280) .
(4) حَبِيبُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ، وَاسْمُهُ إِبْرَاهِيمُ، وَيُقَالُ رُزَيْقٌ، وَيُقَالُ: مَرْزُوقٌ الحَنَفِيُّ، أَبُو مُحَمَّدٍ الْمِصْرِيُّ، كَاتِبُ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ، متروك، كذبه أبو داود وجماعة، ق. التقريب (1087) .
(5) موضوع. يَحْيَى: هو ابنُ عَبْدِ اللهِ بنِ بُكَيْرٍ، ثقة في الليث، وتكلموا في سماعه من مالك، مضى [842] .
أورده الذهبي في سير أعلام النبلاء (8/ 105) عن ابن عدي، به، ثم قال الذهبي: (لاَ أَعْرِفُ صَالِحاً، وَحَبِيْبٌ مَشْهُوْرٌ، وَالْمَحْفُوظُ عَنْ مَالِكٍ رحمه الله رِوَايَةُ الوَلِيدِ بنِ مُسْلِمٍ، أَنَّهُ سَأَلهُ عَنْ أَحَادِيثِ الصِّفَاتِ، فَقَالَ:"أَمِرَّهَا كَمَا جَاءتْ، بِلاَ تَفْسِيْرٍ". فَيَكُونُ لِلإِمَامِ فِي ذَلِكَ قَوْلاَنِ إِنْ صَحَّتْ رِوَايَةُ حَبِيبٍ) اهـ. أقول: وقد تبيَّن أنه لا يصح.
وأورده ابن عبد البر في التمهيد (7/ 143) من طريق آخر، قال: (رَوَى مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الْجَبَلِيُّ - وَكَانَ مِنْ ثِقَاتِ الْمُسْلِمِينَ بِالْقَيْرَوَانِ - قَالَ: حَدَّثَنَا جَامِعُ بْنُ سَوَادَةَ بِمِصْرَ قَالَ: حَدَّثَنَا مُطَرِّفٌ، عَنْ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ: أَنَّهُ سُئِلَ عَنِ الْحَدِيثِ «إِنَّ اللَّهَ يَنْزِلُ فِي اللَّيْلِ إِلَى سَمَاءِ الدُّنْيَا» فَقَالَ مَالِكٌ:"يَتَنَزَّلُ أَمْرُهُ") . إسناده ضعيف جِدًّا. الجبلي: لم يعرفه ابن تيمية، وقال عنه ابن موصولي: مجهول. وسيأتي قولهما. وليس هو أبو الخطاب الشاعر (ت: 439 هـ) المذكور في لسان الميزان (7/ 378) لاختلاف الطبقة.
أما جَامِعُ بْنُ سَوَادَةَ: ضعفه الدارقطني، وذكر الذهبي أنه روى حديثًا باطلاً، ثم قال الذهبي:"كأنه آفته". ميزان الاعتدال (1/ 387) لسان الميزان (2/ 415) .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية: (هَذِهِ الرِّوَايَةُ عَنْ مَالِكٍ رُوِيَتْ مِنْ طَرِيقِ كَاتِبِهِ حَبِيبِ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ؛ لَكِنَّ هَذَا كَذَّابٌ باتفاق أَهْلِ الْعِلْمِ بِالنَّقْلِ لا يَقْبَلُ أَحَدٌ مِنْهُمْ نَقْلَهُ عَنْ مَالِكٍ. وَرُوِيَتْ مِنْ طَرِيقٍ أُخْرَى ذَكَرَهَا ابْنُ عَبْدِ الْبَرِّ وَفِي إسْنَادِهَا مَنْ لَا نَعْرِفُهُ) . مجموع الفتوى (5/ 401 - 402) .
وقال أيضا: (هَذَا مِنْ رِوَايَةِ حَبِيبٍ كَاتِبِهِ، وَهُوَ كَذَّابٌ بِاتِّفَاقِهِمْ. وَقَدْ رُوِيَتْ مِنْ وَجْهٍ آخَرَ لَكِنَّ الْإِسْنَادَ مَجْهُولٌ) . مجموع الفتوى (16/ 405) .
وقال ابن الموصلي: الْمَشْهُورَ عَنْ مَالِكٍ وَعَنْ أَئِمَّةِ السَّلَفِ إِقْرَارُ نُصُوصِ الصِّفَاتِ وَالْمَنْعُ مِنْ تَأْوِيلِهَا، وَقَدْ رُوِيَ عَنْ مَالِكٍ أَنَّهُ تَأَوَّلَ قَوْلَهُ «يَنْزِلُ رَبُّنَا» : بِمَعْنَى نُزُولِ أَمْرِهِ، وَهَذِهِ الرِّوَايَةُ لَهَا إِسْنَادَانِ، (أَحَدُهُمَا) : مِنْ طَرِيقِ حَبِيبٍ كَاتِبِهِ، وَحَبِيبٌ هَذَا غَيْرُ حَبِيبٍ، بَلْ هُوَ كَذَّابٌ وَضَّاعٌ بِاتِّفَاقِ أَهْلِ الْجَرْحِ وَالتَّعْدِيلِ، وَلَمْ يَعْتَمِدْ أَحَدٌ مِنَ الْعُلَمَاءِ عَلَى نَقْلِهِ. وَالْإِسْنَادُ (الثَّانِي) : فِيهِ مَجْهُولٌ لَا يُعْرَفُ حَالُهُ. مختصر الصواعق المرسلة (ص 475) .