القَاسِمِ بْنِ عَطِيَّةَ أَبُو بَكْرٍ [1] ، ثنا سُلَيْمُ بْنُ مَنْصُورِ بْنِ عَمَّارٍ [2] ، حَدَّثَنِي أَبِي [3] ، عَنِ ابنِ لَهِيعَةَ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قال: «إنَّ اللهَ - عز وجل - يَضْحَكُ حَتَّى تَبْدُو نَوَاجِذُهُ» [4] .
(1) الرَّازِيُّ البَزَّارُ الحافظ، قال ابن أبي حاتم: كتبنا عنه وهو صدوق ثقة. الجرح والتعديل (2/ 67) . وانظر: تاريخ دمشق (5/ 172) تاريخ الإسلام (6/ 275) الثقات لابن قُطْلُوبَغَا (1/ 462) .
(2) أبو الحسن المروزي، سكن بغداد، قال ابن أبي حاتم: روى عنه أبي وسألته عنه فقلتُ: أهلُ بغداد يتكلَّمون فيه؟ فقال: مَهْ، سألتُ ابن أبي الثلج عنه فقلت له: إنهم يقولون كتب عن ابن علية وهو صغير؟ فقال: لا، كان هو أسن منا. وقال الذهبي في تاريخه: حسَّنَ أَمْرَهُ أبو حاتم. الجرح والتعديل (4/ 216) تاريخ بغداد (10/ 321) ميزان الاعتدال (2/ 232) تاريخ الإسلام (5/ 834) .
(3) مَنْصُورُ بْنُ عَمَّارِ بْنِ كَثِيرٍ أَبُو السَّرِيِّ السُّلَمِيُّ، الخُرَاسَانِيُّ، وَقِيلَ: البَصْرِيُّ، الوَاعِظُ، البَلِيغُ، الصَّالِحُ، الرَّبَانِيُّ، كَانَ عَدِيمَ النَّظِيرِ فِي الْمَوْعِظَةِ وَالتَّذْكِيرِ، وَكَانَ إِلَيْهِ الْمُنْتَهَى فِي بَلَاغَةِ الْمَوْعِظَةِ وَتَحْرِيكِ القُلُوبِ إِلَى اللهِ، وَعَظَ وَبَعُدَ صِيْتُهُ، وَتَزَاحمَ عَلَيهِ الخَلْقُ، وَكَانَ يَنطَوِي عَلَى زُهْدٍ، وَتَأَلُّهٍ، وَخَشْيَةٍ، وَلِوَعْظِهِ وَقْعٌ فِي النُّفُوْسِ، وَلَمْ يَكُنْ بِالْمُتَضَلِّعِ مِنَ الحَدِيْثِ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: صَاحِبُ مَوَاعِظَ، لَيْسَ بِالقَوِيِّ. وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: (حَدِيْثُهُ مُنْكَرٌ) ، وَسَاقَ لَهُ مَنَاكِيْرَ تَقْضِي بِأَنَّهُ وَاهٍ جِدّاً. وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: يَرْوِي عَنْ ضُعَفَاء أَحَادِيْثَ لاَ يُتَابَعُ عَلَيْهَا. وَقَالَ العُقَيْلِيُّ: لَا يُقِيمُ الْحَدِيثَ، وَكَانَ فِيهِ تَجَهُّمٌ مِنْ مَذْهَبِ جَهْمٍ. تاريخ دمشق (60/ 324) سير أعلام النبلاء (9/ 93) .
(4) باطل بهذا اللفظ. ابن عساكر: هو صاحب"تاريخ دمشق". وَالْبُرْجِيُّ: مضى [766] . وأَبُو عَمْرٍو ابْنُ حَكِيمٍ: هو ابن مَمَّكَ، صدوق، مضى [863] . وابن لَهِيعَةَ: هو عبد الله، ضعفوه، مضى [743] . وأبو الزبير: هو محمد بن مُسْلِمٍ الْمَكِّيُّ، صدوق يدلس، مضى [710] .
وهو قطعة من حَدِيثِ الوُرُودِ على الصراط (الجَهَنَّمِيِّينَ) ، وفيه: أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - هو الذي يضحك حتى تبدو نواجذه حينما يقول العبدُ لربِّهِ - عز وجل: (أَتَهْزَأُ بِي وَأَنْتَ رَبُّ الْعَالَمِينَ؟ ) .
والعُهدة فيه على ابن لَهِيعَةَ، فأخرج القاضي أبو يعلى في إبطال التأويلات (202) من طريق سَلَمَةِ بْنِ شَبِيبٍ، نا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمُقْرِي، نا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، أَنَّهُ سَأَلَ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ عَنِ الْوُرُودِ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: « ... فَيَقُولُ: أَنَا رَبُّكُمْ، فَيَقُولُونَ: حَتَّى نَنْظُرَ إِلَيْكَ، فَيَتَجَلَّى لَهُمْ يَضْحَكُ حَتَّى تَبْدُوَ لَهَوَاتُهُ، ثُمَّ يَنْطَلِقُونَ يَتْبَعُونَهُ» .
وأخرجه الطبري في تفسيره (18/ 236) حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ عِيسَى، ثنا سَعِيدُ بْنُ كَثِيرِ بْنِ عُفَيْرٍ، ثنا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، قَالَ: سَأَلْتُ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ عَنِ الْوُرُودِ ... قَالَ: فَيَسْأَلُ، قَالَ: فَيَقُولُ: ذَلِكَ لَكَ وَعَشَرَةُ أَضْعَافِهِ أَوْ نَحْوَهَا، قَالَ: فَيَقُولُ: يَا رَبِّ تَسْتَهْزِئُ بِي؟ قَالَ: فَيَضْحَكُ حَتَّى تَبْدُوَ لَهَوَاتُهُ وَأَضْرَاسُهُ.
هكذا رواه ابنُ لَهِيعَةَ بإدراج هذا اللفظ المنكر، وسعيد: روى عنه بعد الاختلاط، أمَّا المقرئ - وهو عبد الله بن يزيد =