أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ قَالَ: «قَالَ نُوحٌ لِابْنِهِ: إِنِّي مُوصِيكَ بِوَصِيَّةٍ وَقَاصِرُهَا كَيْ لَا تَنْسَاهَا، أُوصِيكَ بِاثْنَتَيْنِ، وَأَنْهَاكَ عَنِ اثْنَتَيْنِ: أَمَّا اللَّتَانِ أُوصِيكَ بِهِمَا فَيَسْتَبْشِرُ اللهُ بِهِمَا وَصَالِحُ خَلْقِهِ، وَهُمَا يُكْثِرَانِ الْوُلُوجَ عَلَى اللهِ، أُوصِيكَ بِلَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، فَإِنَّ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ لَوْ كَانَتَا حَلْقَةً وَاحِدَةً قَصَمَتْهُمَا، وَلَوْ كَانَتْ فِي كَفَّةٍ وَزَنَتْهُمَا، وَأُوصِيكَ بِسُبْحَانَ اللهِ وَبِحَمْدِهِ، فَإِنَّهَا صَلَاةُ الْخَلْقِ، وَبِهَا يُرْزَقُ الْخَلْقُ، {وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِنْ لَا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا} [الإسراء: 44] ، وَأَمَّا اللَّتَانِ أَنْهَاكَ عَنْهُمَا فَيَحْتَجِبُ اللهُ مِنْهُمَا، وَصَالِحُ خَلْقِهِ، أَنْهَاكَ عَنِ الشِّرْكِ وَالْكِبْرِ» . رَوَاهُ النَّسَائِيُّ فِي"اليَوْمِ وَاللَّيْلَةِ" [1] .
[710] أَخْبَرَنَا [2] عِيسَى [3] وَالحَجَّارُ [4] قَالَا: أنا ابْنُ اللَّتِّيِّ [5] ،
أنا عَبْدُ الأَوَّلِ [6] ، أنا الدَّاوُدِيُّ [7] ،
(1) عمل اليوم والليلة (832) وصححه الألباني. صحيح الترغيب والترهيب (1543) .
(2) بهذا الإسناد من أوله إلى عَبْدٍ: ذكر ابن حجر سماعه لـ (مسند عَبْدِ بن حُمَيْدٍ) . المعجم المفهرس (482) .
(3) عِيسَى بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَعَالِي بْنِ حَمَدٍ، الْمُسْنِدُ، الرِّحْلَةُ، شَرَفُ الدِّينِ، أَبُو مُحَمَّدٍ الصَّالِحِيُّ، السِّمْسَارُ فِي الْعَقَّارِ، وَمُطَعِّمُ الأَشْجَارِ، رَجُلٌ جَيِّدٌ فِي نَفْسِهِ، عَامِيٌّ بَطِيءُ الْفَهْمِ، لا يَقْرَأُ، وَلا يَكْتُبُ، وَكَانَ مُتَوَاضِعًا حَسَنَ الْخُلُقِ، رَوَى شَيْئًا كَثِيرًا، وَتُوُفِّيَ سَنَةَ (719 هـ) ، سَامَحَهُ اللهُ تَعَالَى، فَإِنَّهُ كَانَ يُخِلُّ بِالصَّلاةِ قَلِيلًا. معجم الشيوخ الكبير للذهبي (2/ 85) . وانظر له: العبر للذهبي (4/ 55) ذيل التقييد في رواة السنن والأسانيد (1586) الدرر الكامنة (496) شذرات الذهب (8/ 94) .
(4) أَحْمَدُ بْنُ أَبِي طَالِبِ بْنِ أَبِي النِّعَمِ نِعْمَةَ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ بَيَانٍ الصَّالِحِيُّ الْحَجَّارُ، الْمَعْرُوفُ بِابْنِ الشِّحْنَةِ، شِهَابُ الدِّينِ أَبُو الْعَبَّاسِ، تَفَرَّدَ بِـ (صَحِيحِ الْبُخَارِيِّ) ، وَحَدَّثَ بِهِ أَكْثَرَ مِنْ سِتِّينَ مَرَّةً، تُوُفِّيَ سَنَةَ (730 هـ) . معجم شيوخ السبكي (15) .
(5) الشَّيْخُ الصَّالِحُ، الْمُسْنِدُ، الْمُعَمَّر، رحلَة الوَقْت، أَبُو الْمُنَجَّى عَبْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، ابْنُ اللَّتِّيِّ البَغْدَادِيُّ، الحَرِيْمِيُّ، الطَّاهِرِيُّ، القَزَّازُ، وَسَمِعَ مِنْ: أَبِي الوَقْت السِّجْزِيِّ كَثِيْراً (كَالدَّارِمِيِّ) وَ (مُنْتَخَب مُسْنَدِ عَبْدٍ) وَأَشيَاءَ، وَكَانَ شَيْخاً صَالِحاً، مُبَارَكاً، عَامِّياً، عَرِيّاً مِنَ العِلْمِ. قَالَ ابْنُ نُقْطَة وَابْنُ النَّجَّارِ: سَمَاعُهُ صَحِيحٌ .. تُوُفِّيَ سَنَةَ (635) . سير أعلام النبلاء (23/ 15) .
(6) الشَّيْخُ، الإِمَامُ، الزَّاهِدُ، الخَيِّرُ، الصُّوفِيُّ، شَيْخُ الإِسْلاَمِ، مُسْنِدُ الآفَاقِ، أَبُو الوَقْتِ عَبْدُ الأَوّلِ بنُ عِيسَى بنُ شُعَيْبِ بنِ إِبْرَاهِيمَ بنِ إِسْحَاقَ السِّجْزِيُّ، ثُمَّ الهَرَوِيُّ، الْمَالِينِيُّ، سَمِعَ مِنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الدَّاوُودِيِّ (الصَّحِيحَ) ، توفي سنة (553 هـ) . سير أعلام النبلاء (20/ 303) .
(7) الإِمَامُ، العَلاَّمَةُ، الوَرِعُ، القُدْوَةُ، جَمَالُ الإِسْلاَمِ، مُسْنِدُ الوَقْتِ، أَبُو الحَسَنِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ الْمُظَفَّرِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ دَاوُدَ بنِ أَحْمَدَ بنِ مُعَاذٍ الدَّاوُدِيُّ، البُوْشَنْجِيُّ، سَمِعَ: (الصَّحِيحَ) وَ (مُسْنَدَ) عَبْدِ بنِ حُمَيْدٍ وَ (تَفْسِيرَهُ) ، وَ (مُسْنَد) أَبِي مُحَمَّدٍ الدَّارِمِيّ مِنْ أَبِي مُحَمَّدٍ بن حَمَّوَيْه السَّرْخَسِيّ بِبُوشَنْج، وَتَفَرَّد فِي الدُّنْيَا بِعُلُوِّ ذَلِكَ. قَالَ ابْنُ النَّجَّار: كَانَ مِنَ الأَئِمَّةِ الكِبَار فِي الْمَذْهَب، ثِقَة، عَابِداً. توفي سنة (467 هـ) . سير أعلام النبلاء (12/ 222) .