فهرس الكتاب
الصفحة 57 من 106

وقول الله تعالى: {أَلاَ إِنَّمَا طَاِئُرُهْم عِندَ اللهِ وَلَكٍنَّ أَكْثَرَهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ} [الأعراف: 131] .

وقوله: {قَالُوا طَائِرُكُمْ مَعَكُمْ أَئِنْ ذُكِّرْتُمْ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ مُسْرِفُونَ} [يس: 19] .

وعن أبي هريرة - رضي الله عنه -، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «لاَ عَدْوَىَ، وَلاَ طِيَرَةَ، [3] وَلاَ هَامَةَ، وَلاَ صَفَرَ» . أخرجاه، [4] وزاد مسلم: «وَلاَ نَوْءَ، وَلاَ غُولَ» . [5]

(1) - (فجر الخميس 11/ 5 /1416) (التعليق على الشرح - فتح المجيد -)

(2) - التطير هو التشاؤم بالمرئيات والمسموعات

(3) - الطيرة لا حقيقة لها وإنما هي شيء يتوهمه العبد وفيها سوء ظن بالله عز وجل

قال الشيخ في الفتاوى (والطيرة والتشاؤم بالمرئيات والسمعيات من عمل الجاهلية، حيث كانوا يتشاءمون إذا رأوا شيئا لا يناسبهم مثل الغراب، أو الحمار الأسود، أو مقطوع الذنب، أو ما أشبه ذلك، فيتشاءمون به، هذا من جهلهم وضلالهم، قال الله جل وعلا في الرد عليهم: {أَلا إِنَّمَا طَائِرُهُمْ عِنْدَ اللَّهِ} فالله بيده الضر والنفع، وبيده العطاء والمنع، والطيرة لا أصل لها، ولكنه شيء يجدونه في صدورهم ولا حقيقة له، بل هو شيء باطل، ولهذا قال صلى الله عليه وسلم:(( لا طيرة ) )ولذا يجب على المسلم إذا رأى ما يتشاءم به: ألا يرجع عن حاجته، فلو خرج ليسافر، وصادفه حمار غير مناسب أو رجل غير مناسب أو ما أشبه ذلك، فلا يرجع، بل يمضي في حاجته ويتوكل على الله، فإن رجع فهذه هي الطيرة، والطيرة قادحة في العقيدة ولكنها دون الشرك الأكبر، بل هي من الشرك الأصغر. (8/ 13)

(4) - قال الشارح (وقد جاءت أحاديث ظن بعض الناس أنها تدل على جواز الطيرة، كقوله: الشؤم في ثلاث: في المرأة، والدابة، والدار) قال الشيخ رحمه الله تعالى: هذا مستثنى من الحديث (لا طيرة) لأنها قد تكون مشئومة فهي ليست من التطير الممنوع لأنها قد تكون فيها شؤم وشر على صاحبها فإذا باعها وفارقها فلا بأس أما الطيرة فهي التشاؤم بمسموع أو مرئي يظن فيه شراً.

قال الشيخ في الفتاوى (الطيرة نوعان: الأول من الشرك وهي التشاؤم من المرئيات أو المسموعات فهذه يقال لها طيرة وهي من الشرك ولا تجوز، الثاني: مستثناة وهذا ليس من الطيرة الممنوعة؛ ولهذا في الحديث الصحيح:(( الشؤم في ثلاث: في المرأة وفي الدار وفي الدابة ) )وهذه هي المستثناة وليست من الطيرة الممنوعة؛ لأن بعضهم يقول: إن بعض النساء أو الدواب فيهن شؤم وشر بإذن الله، وهو شر قدري، فإذا ترك البيت الذي لم يناسبه، أو طلق المرأة التي لم تناسبه، أو الدابة أيضاً التي لم تناسبه فلا بأس فليس هذا من الطيرة.) (25/ 98)

(5) - قوله (وَلاَ نَوْءَ، وَلاَ غُولَ) المراد نفي أنه لا حقيقة لهذه المعتقدات الباطلة التي كانت عندهم وإلا فهي موجودة

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام