الباب الحادي والخمسون - باب قول الله تعالى: {وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ [1] } الآية [الأعراف:180]
ذكر ابن أبي حاتم عن ابن عباس: {يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ} [الأعراف:180] : يشركون.
وعنه: سموا اللات من الإله، والعزى من العزيز. وعن الأعمش: يدخلون فيها ما ليس منها. [2]
الباب الثاني والخمسون - باب لا يقال: السلام على الله [3]
في الصحيح عن ابن مسعود - رضي الله عنه -، قال: كنا إذا كنا مع النبيّ - صلى الله عليه وسلم - في الصلاةِ قلنا: السلامُ على اللهِ من عِبادهِ، السلامُ على فلانٍ وفلان، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم: «لا تقولوا السلامُ على اللهِ، فإِنّ اللهَ هوَ السلامُ» . [4]
(1) - قوله تعالى (وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ) الإلحاد هو الميل بها عن الحق والإشراك مع الله فيها كمن جعل لغير الله شيئاً من العبادة كاللات والعزى وهكذا من ألحد فيها بأن أمالها عن الحق وزعم أنه لا معنى لها كالجهمية والمعتزلة
* الإلحاد: هو الميل عن الحق وهو قسمان
أ - إلحاد كامل وهو ما يقع من الكفرة
ب - إلحاد ناقص وهو ما يقع من بعض المسلمين في عدم انقيادهم إلى الحق على التمام والكمال فيكون له نوع إلحاد وميل عن الحق يفوتهم من الإسلام والإيمان بقدر ما عندهم من الإلحاد
(2) - قوله (وعن الأعمش: يدخلون فيها ما ليس منها) هذا نوع من الإلحاد بأن يسمى الله بأسماء ما أنزل بها من سلطان فلا يسمى الله إلا بما سمى به نفسه، فتسمية آلهة المشركين آلهة إلحاد، ونفي الصفات وتأويلها إلى غير معناها إلحاد ونفي الأسماء إلحاد ونفي بعضها وتأويل بعضها إلحاد، فالإلحاد يتفاوت ويختلف فبعضه أشد من بعض
(3) - أراد المصنف بهذه الترجمة حماية التوحيد
(4) - قوله (باب لا يقال: السلام على الله) لأن الله عز وجل هو السلام فهو السالم من كل نقص وعيب والمسلِّم عباده ومعطيهم السلام فلا يقال السلام على الله لأنه هو الغني عن كل أحد ليس في حاجة إلى أحد، فيقال السلام على فلان أي عليك السلامة والعافية لأنه محتاج إلى ذلك