فهرس الكتاب
الصفحة 83 من 106

الباب الحادي والأربعون - باب قول الله تعالى {يَعْرِفُونَ نِعْمَتَ اللَّهِ ثُمَّ يُنكِرُونَهَا وَأَكْثَرُهُمْ الكَافِرُونَ} [النحل:83] [1]

قال مجاهد ما معناه: هو قول الرجل: هذا مالي، ورثته عن آبائي. [2]

وقال عون بن عبد الله: يقولون: لولا فلان، لم يكن كذا.

وقال ابن قتيبة: يقولون هذا بشفاعة آلهتنا.

وقال أبو العباس -بعد حديث زيد بن خالد الذي فيه: «أن الله تعالى قال: أَصْبَحَ مِنْ عِبَادِي مُؤْمِنٌ بِي وَكَافِرٌ ... » الحديث، وقد تقدم-: وهذا كثير في الكتاب والسنة، يذم سبحانه من يضيف إنعامه إلى غيره ويشرك به.

قال بعض السلف: هو كقولهم كانت الريح طيبة والملاّح حاذقاً، ونحو ذلك مما هو جارٍ على ألسنة كثير.

(1) - - أراد المؤلف الحث على الاعتراف بنعم الله سبحانه وشكره عليها وإسنادها إليه حتى يعلم العبد أنه مخلوق مربوب وأن هذه النعم من ربه جل وعلا وليست بقوته وأسبابه ولو شاء الله لسلبه القوة والأسباب

قال الشيخ في الفتاوى (من المعلوم أن الله جل وعلا أسبغ علينا نعما كثيرة، ولم يزل يسبغ على عباده النعم الكثيرة، وهو المستحق لأن يشكر على جميع النعم. والشكر قيد النعم، إذا شكرت النعم اتسعت وبارك الله فيها وعظم الانتفاع بها، ومتى كفرت النعم زالت وربما نزلت العقوبات العاجلة قبل الآجلة. فالنعم أنواع منوعة: نعمة الصحة في البدن والسمع والبصر والعقل وجميع الأعضاء، وأعظم من ذلك وأكبر: نعمة الدين والثبات عليها والعناية بها والتفقه فيها، قال تعالى {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ دِينًا} فأعظم النعم نعمة الدين، وقد أرسل الله الرسل وأنزل الكتب حتى أبان لعباده دينه العظيم ووضحه لهم ثم وفقك أيها المسلم وهداك حتى كنت من أهله.) (5/ 166 - 173)

(2) - قوله (قال مجاهد ما معناه: هو قول الرجل: هذا مالي، ورثته عن آبائي) وذلك على سبيل التبجح ونسيان المنعم والميسر له هذه الأسباب، أما قول الرجل (هذا ورثته عن آبائي) مع الاعتراف بفضل الله سبحانه ورحمته فهذا لا بأس به، وأما نسيان المنعم وإضافة النعم إلى غيره فهذا هو المحذور

? سئل الشيخ هل الأرض ثابتة أم متحركة؟ فأجاب: - الصواب أن الأرض ثابتة والقول بحركتها وسيلة إلى القول بثبوت الشمس، ومن قال بثبوت الشمس كفر حيث أخبر الله عز وجل أنها جارية (والشمس تجري لمستقر لها)

قال البغدادي في الفرق بين الفرق: أجمع أهل السنة على أن الأرض ساكنة والشمس جارية.

وقال القرطبي في التفسير: الذي عليه المسلمون وأهل الكتاب أن الأرض ثابتة

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام