الباب الخامس عشر [1] - باب قول الله تعالى {أَيُشْرِكُونَ مَا لَا يَخْلُقُ شَيْئًا وَهُمْ يُخْلَقُونَ (191) وَلاَ يَسْتَطِيعُونَ لَهُمْ نَصْرًا وَلاَ أَنْفُسَهُمْ يَنْصُرُونَ} [الأعراف:191 - 192] [2]
وقوله: {وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِنْ قِطْمِيرٍ (13) إنْ تَدْعُوهُمْ لاً يَسْمَعُوا دُعَاءَكُمْ وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجَابُوا لَكُمْ وَيَوْمَ القِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ وَلاَ يَنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ} [فاطر:13] ،
وفي الصحيح، عن أنسٍ رضي الله عنه قال: شج النبي - صلى الله عليه وسلم - يَوْمَ أُحُدٍ، و كُسِرَتْ رَبَاعِيَتُهُ، فقال: «كَيْفَ يُفْلِحُ قَوْمٌ شَجّوا نَبِيّهُمْ؟» ، فنزلت: {لَيْسَ لَكَ مِنَ الأَمْرِ شَيْءٌ} [آل عمران: 128] .
وفيه: عن ابن عمر رضي الله عنهما أنه سمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: إِذَا رفعَ رأسَه من الرّكوع منَ الرّكعةِ الآخِرةِ من الفجر يقول: اللهمّ العَنْ فلاناً وفلاناً وفلاناً، بعدَما يقول سمعَ اللّه لمن حَمِدَه ربّنا ولكَ الحمد. فأنزل الله: {لَيْسَ لَكَ مِنَ الأَمْرِ شَيْءٌ} [آل عمران:128] .
وفي رواية يدعو على صفوان بن أمية وسهيل بن عمرو والحارث ابن هشام، فنزلت: {لَيْسَ لَكَ مِنَ الأَمْرِ شَيْءٌ} [آل عمران: 128] [3]
وفيه: عن أبي هريرة - رضي الله عنه -، قال: قام فينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حين أنزل عليه: {وأنذِرْ عَشيرتَكَ الأقرَبين} [الشعراء: 214] ، فقال: «يَا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ (أو كلمة نحوها) اشْتَرُوا أَنْفُسَكُمْ [مِنَ الله] . لاَ أُغْنِي عَنْكُمْ مِنَ الله شَيْئَاً. يَا بَنِي عَبْدِ الْمُطّلِبِ لاَ أُغْنِي عَنْكُمْ مِنَ الله شَيْئاً. يَا عَبّاسُ بْنَ عَبْدِ الْمُطّلِبِ لاَ أُغْنِي عَنْكَ مِنَ الله شَيْئاً. يَا صَفِيّةُ عَمّةَ رَسُولِ اللّهِ لاَ أُغْنِي عَنْكِ مِنَ اللّهِ شَيْئاً. يَا فَاطِمَةُ بِنْتَ رَسُولِ اللّهِ سَلِينِي بِمَا شِئْتِ. لاَ أُغْنِي عَنْكِ مِنَ الله شَيْئاً» .
(1) - (فجر الخميس 11/ 10/1416) (التعليق على المتن)
(2) - أراد المصنف بهذه الترجمة بيان ما كان عليه أهل الشرك في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم وما قاتلهم عليه وما دعا أمته إليه من التوحيد والإيمان
(3) - ذكر المصنف حديث أنس وابن عمر وأبي هريرة رضي الله عنهم لبيان أن الرسول صلى الله عليه وسلم وهو أفضل البشر وأفضل الأنبياء ولم يدفع عن نفسه وكذا صحابته أفضل الخلق بعد الأنبياء ومع ذلك هزموا في أحد وقتل منهم من قتل ليعلم الخلق أن محمداً صلى الله عليه وسلم وأصحابه ليسوا بالآهة وليسوا قادرين دفع الضر عن أنفسهم بل أمرهم إلى الله عز وجل فإذا كان أولئك وهم أفضل الخلق وأعظمهم منزلة عند الله لا يدفعون عن أنفسهم فغيرهم من باب أولى.