فهرس الكتاب
الصفحة 90 من 106

وقول الله تعالى {وَقَالُوا مَا هِيَ إِلاَّ حَيَاتُنَا الدُّنْيَا نَمُوتُ وَنَحْيَا وَمَا يُهْلِكُنَا إِلاَّ الدَّهْرُ وَمَا لَهُم بِذَلِكَ مِنْ عِلْمٍ إِنْ هُمْ إِلاَّ يَظُنُّونَ} [الجاثية:24] .

وفي الصحيح عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، قال: «قال الّلهُ تعالى: يُؤْذِينِي ابْنُ آدَمَ. يَسُبّ الدّهْرَ. وَأَنَا الدّهْرُ. أُقَلّبُ اللّيْلَ وَالنّهَارَ» . وفي رواية: «لاَ تَسُبّوا الدّهْرَ. فَإِنّ اللّهَ هُوَ الدّهْرُ» . [3]

(1) - أراد المصنف بيان أن سب الدهر وغيره من الأشياء التي تنقص التوحيد وتضعفه وتنافي كماله

قال الشيخ في الفتاوى (إن القدر لا يلهو، والزمن لا يعبث، وإن كل ما يجري في هذه الحياة هو بتقدير الله وعلمه، والله سبحانه هو الذي يصرف الليل والنهار، وهو الذي يقدر السعادة والشقاء، حسب ما تقتضيه حكمته وقد تخفى تلك الحكمة على الناس؛ لأن علمهم محدود، وعقولهم قاصرة عن إدراك تلك الحكمة الإلهية، وكل ما في الوجود مخلوق لله، خلقه بمشيئته وقدرته، وما شاء كان وما لم يشأ لم يكن، وهو الذي يعطي ويمنع، ويخفض ويرفع، ويعز ويذل، ويغني ويفقر، ويضل ويهدي، ويسعد ويشقي، ويولي الملك من يشاء، وينزعه ممن يشاء، وقد أحسن كل شيء خلقه، وكل أفعال الخالق وأوامره ونواهيه، لها حكمة بالغة وغايات محمودة، يشكر عليها سبحانه، وإن لم يعرفها البشر لقصور إدراكهم. وقد ورد في الصحيحين وغيرهما عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال(( يقول الله تعالى: يؤذيني ابن آدم يسب الدهر وأنا الدهر بيدي الأمر أقلب الليل والنهار ) )وفي رواية (( لا تسبوا الدهر فإني أنا الدهر ) )وفي رواية (( لا يقل ابن آدم يا خيبة الدهر فإني أنا الدهر أرسل الليل والنهار فإذا شئت قبضتهما ) ) (1/ 146 ) )

(2) - قوله (باب من سبّ الدهر فقد آذى الله) سب الدهر ينقص الإيمان ويضعف التوحيد ويغضب الله عز وجل لأن الدهر مخلوق مدبر ليس في يده تصرف فهو مدبر من الله عز وجل وسبه إيذاء لله عز وجل لأنه يغضبه سبحانه، وسب الدهر هو سب الزمان وهو الليل والنهار مثل (قاتل الله هذه الساعة، لعن الله هذه الساعة) وما شابه ذلك يعنى شتمه ولعنه والدعاء عليه، أما وصفه بالشدة فهذا ليس من السب مثل (هذا يوم شديد، هذا يوم عسر، هذا يوم نحس، هذا يوم بارد) فهذا ليس من السبّ

(3) - قوله (لاَ تَسُبّوا الدّهْرَ. فَإِنّ اللّهَ هُوَ الدّهْرُ) يعنى مقلب الدهر وخالقه ومصرفه، وقد غلط من قال أن الدهر من أسماء الله كابن حزم، فليس الدهر من أسماء الله

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام