فهرس الكتاب
الصفحة 92 من 106

عن أبي شُرَيْحٍ، أنه كان يُكْنَى أَبا الْحَكَم، فقال له النبي - صلى الله عليه وسلم: «إِنّ الله هُوَ الْحَكَمْ وَإِلَيْهِ الْحُكْمُ» . فقالَ: إِنّ قَوْمِي إِذَا اخْتَلَفُوا في شَيْءِ أَتُوْنِي فَحَكَمْتُ بَيْنَهُمْ فَرَضِيَ كِلاَ الْفَرِيقَيْنِ، فَقَالَ: «مَا أَحْسَنَ هَذَا فَمَا لَكَ مِنَ الْوَلَدِ؟» . قلت: شُرَيْحٌ وَمُسْلِمٌ وَعَبْدُ الله. قالَ: «فَمنْ أَكْبَرُهُمْ؟» . قلت: قالَ قُلْتُ: شُرَيْحٌ قالَ: «فأَنْتَ أَبُو شُرَيْحِ» رواه أبو داود وغيره. [2]

(1) - أراد المصنف بهذا الباب بيان وجوب احترام أسماء الله والحذر من امتهانها أو احتقارها أو تسمية غير الله بها من الأسماء التي اختص الله بها ولهذا قال (وتغيير الاسم لأجل ذلك) أي تغيير الاسم لأجل احترامها وتعظيمها

(2) - حديث أبي شريح يدل على فوائد منها

أ - احترام أسماء الله تعالى وتغيير الاسم لأجل ذلك.

ب - أن الإنسان يكنى بأكبر أبنائه وهذا هو الأفضل ولهذا قال ( «فَمنْ أَكْبَرُهُمْ؟» . قلت: قالَ قُلْتُ: شُرَيْحٌ قالَ: «فأَنْتَ أَبُو شُرَيْحِ»

ج - فيه شرعية الإصلاح بين الناس والجماعات

د - الحديث يدل على أن التسمي بالحكم أو أبا الحكم أمر لا ينبغي لأن هذا وصف لله عز وجل فهو الحاكم بين عباده وله الحكم في الدنيا والآخرة، في الدنيا بشرعه وفي الآخرة بنفسه سبحانه وتعالى

ولكن يرد على هذا ما جاء في الأحاديث الصحيحة تسمية الحكم والحكيم ولم يغيره صلى الله عليه وسلم وهي أصح مما يدل على أن هذا الحديث في صحته نظر، وقد أقر النبي صلى الله عليه وسلم أسماء منها حكيم بن حزام والحكم بن عمرو الغفاري ولم يغيرها عليه الصلاة والسلام فلو كانت منكرة لغيرها صلى الله عليه وسلم فدل على أنه لا بأس بالتسمي بالحكم أو الحكيم

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام