وقول الله تعالى: {وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِّنَ الإِنْسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِّنَ الجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقاً} [الجن: 6] [3]
وعن خولة بنت حكيم رضي الله عنها قالت: سَمِعْتُ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ «مَنْ نَزَلَ مَنْزِلاً [4] فقَالَ: أَعُوذُ بِكَلِمَاتِ اللّهِ التّامّاتِ [5] مِنْ شَرّ مَا خَلَقَ، لَمْ يَضُرَّهُ شَيْءٌ، حَتّىَ يَرْحَلَ مِنْ مَنْزِلِهِ ذَلِكَ» رواه مسلم
(1) - (فجر الخميس 8/ 7/1416) (التعليق على المتن)
(فجر الاثنين 28/ 7/1417) (التعليق على الشرح - فتح المجيد -)
(2) - قوله (من الشرك الاستعاذة بغير الله) أي من الشرك الأكبر لأن الاستعاذة عبادة فلا يجوز صرفها إلا لله عز وجل، وصرفها لغير الله شرك بالله سبحانه وتعالى.
(3) - وقوله تعالى {وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِّنَ الإِنْسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِّنَ الجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقاً} ) أي زاد الجنُ الإنسَ ذعراً وخوفاً عقوبة لهم فالواو راجع للجن، وقال بعض السلف المعنى: أي زاد الإنسُ الجنَ طغياناً وتكبراً وتأسداً فالواو راجع للإنس.
(4) - فيستحب لمن نزل منزلاً أن يقول ذلك وهكذا إذا ركب الطائرة أو السيارة أو القطار أو السفينة فهي منزل وجاء في حديث صحيح ما يدل على استحباب تكرارها ثلاثاً.
قال الشيخ في الفتاوى (وعند نزول أي منزلٍ في البناء، أو الصحراء، أو الجو، أو البحر؛ لقول النبي:(( من نزل منزلاً فقال: أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق لم يضره شيء حتى يرتحل من منزله ذلك ) )) (26/ 164) (26/ 171)
(5) - أي كلماته الكونية النافذة وقال بعض السلف: أي الكلمات الشرعية كلمات القرآن وهي كلمات مشرفة وكلا القولين حق فإن كلماته الكونية والشرعية كلها حق ووصف له سبحانه وتعالى. واستدل السلف بهذا الحديث وأشباهه على أن كلام الله غير مخلوق لأنه لو كان مخلوقاً لم يجز الاستعاذة به لأنه أجمع العلماء على أنه لا يستعاذ إلا بالله فلما جاءت الاستعاذة بكلمات الله تعالى دل على أن كلام الله صفة من صفاته
? دعاء الحي غير الحاضر شرك أكبر كأن يقول (يا فلان انصرني) لرجل في مكة وهو في الرياض
قال الشيخ في الفتاوى(ما يفعله عباد القبور اليوم في كثير من الأمصار من دعاء الأموات، والاستغاثة بهم، وطلب المدد منهم، فيقول بعضهم: يا سيدي، المدد المدد، يا سيدي، الغوث الغوث، أنا بجوارك، اشف مريضي، ورد غائبي، وأصلح قلبي
يخاطبون الأموات الذين يسمونهم: الأولياء، ويسألونهم هذا السؤال، نسوا الله وأشركوا معه غيره - تعالى الله عن ذلك - فهذا كفر قولي وعقدي وفعلي). (8/ 13)