فقد نهى عنه في آخر حياته، ثم إنه لعن -وهو في السياق- من فعله. والصلاة عندها من ذلك وإن لم يبن مسجد وهو معنى قولها: خُشِيَ أَنّ يُتّخَذَ مَسْجِداً.
فإن الصحابة لم يكونوا ليبنوا حول قبره مسجداً، وكل موضع قصدت الصلاة فيه، فقد اتخذ مسجداً، بل كل موضع يصلى فيه، يسمى مسجداً، كما قال - صلى الله عليه وسلم: «جُعِلَتْ لِيَ الأَرْضُ مَسْجِداً وَطَهُوراً» .
ولأحمد بسند جيد عن ابن مسعود (- رضي الله عنه -) مرفوعاً: «إنّ من شرار الناس من تدركهم الساعة وهم أحياء [1] ،والذين يتخذون القبور مساجد» . ورواه أبو حاتم في صحيحه. [2]
روى مالك في الموطأ، أَنّ رَسُولَ اللّهِ - صلى الله عليه وسلم - قال: «اللّهُمّ لاَ تَجْعَلْ قَبْرِي وَثَناً يُعْبَدُ، [5] اشْتَدّ غَضَبُ اللّهِ عَلَىَ قَوْمٍ اتّخَذُوا قُبُورَ أَنْبِيَائِهِمْ مَسَاجِدَ»
(1) - قال الشارح في فتح المجيد (قوله:(من تدركهم الساعة وهم أحياء) أي مقدمتها، كخروج الدابة، وطلوع الشمس في مغربها. وبعد ذلك ينفخ في الصور نفخة الفزع) قال الشيخ ابن باز (الصواب(من تدركهم الساعة) يعني قيامها وليس مقدمتها).
(2) - الصواب أن العلة في النهي عن الصلاة على القبور خوف فتنة بالشرك وليست العلة النجاسة والصواب أنه ينهى عن الصلاة في المقبرة ولو لم يكن فيها إلا قبر واحد، صلاة الجنازة مستثناة من عموم النهي من الصلاة على المقبرة
(3) - (فجر الخميس 10/ 7/1417) (التعليق على المتن)
(فجر الخميس 20/ 8/1413) (التعليق على الشرح - فتح المجيد -)
(4) - قوله (باب ما جاء أن الغلو في قبور الصالحين يصيرها أوثاناً تعبد من دون الله) قال الشيخ: هذا هو الواقع كما فعلته قريش وعباد القبور
(5) - استجاب الله دعاؤه بحيث أنه لا يباشر بالعبادة.
* شد الرحل للقبر وسيلة للغلو والشرك فيصلي الرجل على النبي صلى الله عليه وسلم في محله وليس له حاجة في الذهاب للقبر.
* تعيين القبر ليس بلازم لأن الغرض هوالدعاء له وإن عينه بحجر فلا شيء فيه ولا بأس به ولكنه لا يعينه بالكتابة. العلامة على القبر ليعرف لا بأس بها ولكن لا يجوز الكتابة على القبور اسماً أو غيره
* الصلاة في مسجد قباء كعمرة وقد ورد حديث فيه حديث صحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يأتي مسجد قباء كل سبت، والصلاة في الروضة لها مزية وهي ما بين المنبر والقبر.
* قال الشارح في فتح المجيد (وفي مغازي ابن إسحاق من زيادات يونس بن بكير عن أبي خلدة خالد بن دينار. حدثنا أبو العالية قال: لما فتحنا تستر وجدنا في بيت مال الهرمزان سريراً عليه رجل ميت، عند رأسه مصحف. فأخذنا المصحف فحملناه إلى عمر، فدعا له كعباً فنسخه بالعربية، فأنا أول رجل قرأه من العرب، قرأته مثل ما أقرأ القرآن. فقلت لأبي العالية: ما كان فيه؟. قال: سيرتكم وأموركم ولحون كلامكم وما هو كائن بعد. قلت: فماذا صنعتم بالرجل؟ قال: حفرنا له بالنهار ثلاثة عشرة قبراً متفرقة. فلما كان الليل دفناه وسوينا القبور كلها لنعميه عن الناس لا ينبشونه. قلت: وما يرجون منه؟ قال: كانت السماء إذا حبست عنهم برزوا بسريره فيمطرون. فقلت: من كنتم تظنون الرجل؟ قال: رجل يقال له دانيال. فقلت: منذ كم وجدتموه مات؟ قال: منذ ثلاثمائة سنة. قلت: ما كان تغير منه شئ؟ قال: لا، إلا شعيرات من قفاه، إن لحوم الأنبياء لا تبليها الأرض)
فقال الشيخ ابن باز معلقاً عليها: القصة فيها نظر ولكن فعل عمر يدل على أن لها طرقاً أخرى.