الباب الثاني والثلاثون [1] - باب قول الله تعالى {إِنَّمَا ذَلِكُمْ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ فَلَا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِي إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ} [آل عمران:175] [2]
وقوله {إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللهِ مَنْ آمَنَ بِاللهِ وَاليَوْمِ الآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلاَةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلاَّ اللهَ فَعَسَى أُولَئِكَ أَنْ يَكُونُوا مِنَ المُهْتَدِينَ} [التوبة:18] . [3]
(1) - (فجر الخميس 12/ 6 /1417) (التعليق على الشرح - فتح المجيد -)
(2) - - أراد المؤلف بهذه الترجمة بيان وجوب الخوف من الله تعالى وأن الواجب على العبد أن يخاف ربه خوفاً يحمله على إخلاص العبادة لله جل وعلا ويحمله على أداء ما فرضه عليه وعلى الكف عما حرمه عليه وعلى الوقوف عند حدوده سبحانه وتعالى
? الخوف أقسام ثلاثة:
أ - الخوف من الله عز وجل وهو أوجبها وأعظمها، وهذا صرفه لغير الله شرك فمن خاف من الأصنام والأوثان والأشجار وغيرها ويعتقد فيها أنها تضره فهذا من الشرك الأكبر.
ب - خوف يحمل صاحبه على فعل المعصية أو ترك الواجب من خوف المخلوقين فهذا لا يجوز.
ج - الخوف الطبيعي كخوفه من الحية والعقرب واللصوص فهذا خوف جائز لا محذور فيه
(3) - قال الشارح في فتح المجيد (والخوف من حيث هو على ثلاثة أقسام: الثاني: أن يترك الإنسان ما يجب عليه، خوفاً من بعض الناس، فهذا محرم)
قال الشيخ ابن باز معلقاً (بأن يحمله على ترك واجب أو فعل معصية) .
* قال الشارح في فتح المجيد (الثالث: الخوف الطبيعي، وهو الخوف من عدو أو سبع أو غير ذلك. فهذا لا يذم)
قال الشيخ ابن باز معلقاً (وهذا من جنسه من يتخذ الحرس على ماله أو بيته أو كلبه على الماشية)
قال الشيخ في الفتاوى (ولا حرج على المسلم أن يخاف من المؤذيات طبعا كالسباع والحيات ونحو ذلك فيتحرز منها بالأسباب الواقية، كما أنه لا حرج على المسلمين في الخوف من عدوهم حتى يعدوا له العدة الشرعية، كما قال الله سبحانه: {وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ} - أي الأعداء - مع الاعتماد على الله والاتكال عليه والإيمان بأن النصر من عنده، وإنما يأخذ المؤمن بالأسباب ويعدها؛ لأن الله سبحانه أمره بها لا من أجل الاعتماد عليها، كما قال الله سبحانه: {إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُمْ بِأَلْفٍ مِنَ الْمَلائِكَةِ مُرْدِفِينَ وَمَا جَعَلَهُ اللَّهُ إِلا بُشْرَى وَلِتَطْمَئِنَّ بِهِ قُلُوبُكُمْ وَمَا النَّصْرُ إِلا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ}
وإنما الخوف الذي نهى الله عنه هو الخوف من المخلوق على وجه يحمل صاحبه على ترك الواجب أو فعل المعصية، وفي ذلك نزل قوله سبحانه: {فَلا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ} وهكذا الخوف من غير الله على وجه العبادة لغيره، واعتقاد أنه يعلم الغيب أو يتصرف في الكون أو يضر وينفع بغير مشيئة الله كما يفعل المشركون مع آلهتهم. (6/ 398 ) )
* قال الشارح في فتح المجيد (قال بن أبي طلحة عن ابن عباس رضي الله عنهما: يقول: إن أولئك هم المهتدون، وكل عسى في القرآن فهي واجبة) قال الشيخ ابن باز معلقاً (هذا هو الصحيح و(لعل) للتعليل).
* قال الشارح في فتح المجيد (وفي الحديث:"إذا رأيتم الرجل يعتاد المسجد فاشهدوا له بالإيمان قال الله تعالى:"إنما يعمر مساجد الله من آمن بالله واليوم الآخر""رواه أحمد والترمذي والحاكم عن أبي سعيد الخدري) قال الشيخ ابن باز معلقاً (في سنده ضعف والمعنى صحيح) .