وقال ابن عباس [2] : يوشك أن تنزل عليكم حجارة من السماء، أقول: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وتقولون: قال أبو بكر وعمر؟!
وقال أحمد بن حنبل: عجبت لقوم عرفوا الإسناد وصحته ويذهبون إلى رأي سفيان، والله تعالى يقول: {فَلْيَحْذَرْ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} [النور:63] ، أتدري ما الفتنة؟ الفتنة الشرك، لعله إذا رَدَّ بعض قوله أن يقع في قبله شيء من الزيغ فيهلِك.
وعن عدي بن حاتم: أنه سمع النبي - صلى الله عليه وسلم - يقرأ هذه الآية: {اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُوا إِلاَّ لِيَعْبُدُوا إلهاً وَاحِداً لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ} [التوبة:31] ، فقلت له: إنا لسنا نعبدهم. قال: «أليس يحرمون ما أحل الله فتحرمونه، ويحلون ما حرم الله فتحلونه؟» . فقلت: بلي. قال: «فتلك عبادتهم» . رواه أحمد والترمذي وحسنه.
(1) - قوله (باب من أطاع العلماء والأمراء في تحريم ما أحل الله أو تحليل ما حرمه فقد اتخذهم أرباباً)
مراد المصنف رحمه الله بهذه الترجمة تحقيق التوحيد وإتباع الشريعة وتحريم التقليد الأعمى للأشياخ والعلماء والمعظمين، فالواجب على أهل العلم والإيمان أن يعظموا أمر الله ونهيه ولا يطيعوا أحد في معصية الله تعالى فالعلماء والأمراء طاعتهم في طاعة الله جل وعلا (إنما الطاعة في المعروف)
(2) - قوله (وقال ابن عباس) إذا اطلق ابن عباس فالمراد به عبد الله بن عباس رضي الله عنه