ولمسلم عن جندب بن عبد الله، قال: سَمِعْتُ النّبِيّ - صلى الله عليه وسلم - قَبْلَ أَنْ يَمُوتَ بِخَمْسٍ، وَهُوَ يَقُولُ: «إِنّي أَبْرَأُ إِلَى الله أَنْ يَكُونَ لِي مِنْكُمْ خَلِيلٌ، فَإِنّ الله قَدِ اتّخَذَنِي خَلِيلاً، كَمَا اتّخَذَ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلاً، [1] وَلَوْ كُنْتُ مُتّخِذاً مِنْ أُمّتِي خَلِيلاً لاَتّخَذْتُ أَبَا بَكْرٍ خَلِيلاً. أَلاَ وَإِنّ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ كَانُوا يَتّخِذُونَ قُبُورَ أَنْبِيَائِهِمْ مَسَاجِدَ، أَلاَ فَلاَ تَتّخِذُوا الْقُبُورَ مَسَاجِدَ. إِنّي أَنْهَاكُمْ عَنْ ذَلِكَ» . [2]
(1) - قال الشارح (قوله: ولو كنت متخذاً خليلاً لا تخذت أبا بكر خليلاً فيه بيان أن الصديق أفضل الصحابة. وفيه الرد على الرافضة وعلى الجهمية وهما شر أهل البدع) قال الشيخ ابن باز (الرد على الجهمية من جهة إثبات المحبة لله عز وجل فالجهمية ينكرون صفة المحبة لله عز وجل ورد على الرافضة من جهة أبي بكر فهذا فيه إثبات لفضله رضي الله عنه)
(2) - لا يقال (رضي الله عنه) أنه خاص بالصحابة بل يكون للمؤمنين كما في سورة البينة (رضي الله عنهم ورضوا عنه) ولكن جرى السلف الترضي عن الصحابي عادة وإلا فهو ليس خاصاً بهم، تخصص علي رضي الله عنه بـ (كرم الله وجهه) هذا من بدع الرافضة
قال الشيخ في الفتاوى (لا ينبغي تخصيص علي رضي الله عنه بهذا اللفظ بل المشروع أن يقال في حقه وحق غيره من الصحابة(رضي الله عنه) أو رحمهم الله لعدم الدليل على تخصيصه بذلك، وهكذا قول بعضهم كرم الله وجهه فإن ذلك لا دليل عليه ولا وجه لتخصيصه بذلك، والأفضل أن يعامل كغيره من الخلفاء الراشدين ولا يخص بشيء دونهم من الألفاظ التي لا دليل عليها. (6/ 501 ) )