يا رسول الله إنا لو حملناه إليك خشينا أن يتفسخ». يعني أنه ضعيف مريض، لا يتحمل، قال عليه الصلاة والسلام: «خذوا شمراخا به مائة عود فاضربوه به» [أبو داود 4472، وابن ماجه 2574. النسائي في سننه الكبرى 7305] .
أمر أن يضرب بشمراخ، وهو ما يكون متفرعا من العثاكيل التي فيها الشماريخ [1] .. فأمر أن يضرب به، وبعض أهل العلم قال هل يتحقق أن يصيبه مائة، أو أنه يضرب ضربة واحدة ثم قد يصيبه الجميع، وهذا هو الظاهر، أنه لا يصيبه مائة شمراخ، لان هذه الأعواد متراكبة بعضها فوق بعض، المقصود أنه عليه الصلاة والسلام جعل حده هو هذا، وهذا يبين أن هذه الأمور مبنية على تحصيل المصالح، ودرء المفاسد.
وكان الرجل إذا أسلم يعتني به الصحابة ويعلمونه، كان ربما يكون عنده تقصير ونقص، وبوب صاحب المنتقى رحمه الله، باب الاسلام على شرط؛ ذكر المجد ابن تيمية تحت باب الاسلام مع الشرط الفاسد ذكر فيه عدة أحاديث منها «أن رجلا أتى النبي - صلى الله عليه وسلم - فأسلم على أن يصلي صلاتين فقبل منه» . [أخرجه أحمد 20302 و 23129] .
وحديث جابر قال: «اشترطت ثقيف على النبي - صلى الله عليه وسلم -، أن لا صدقة عليها، ولا جهاد. وأنه سمع النبي - صلى الله عليه وسلم -، بعد ذلك، يقول: سيتصدقون ويجاهدون إذا أسلموا» [أخرجه أبو داود 3025] . وحديث أنس «أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال لرجل: أسلم، قال: أجدني كارها، قال: أسلم وإن كنت كارها» . [أخرجه أحمد 12084 و 12899] ، وذكر صاحب المغني في كتاب الجهاد [2] شيئا من هذا الكلام، وذكروا مسائل من هذا الجنس، تبين أنه ينبغي الرفق حينما يراد تطبيق شرع الله، سواء عموما أو خصوصا.
وذكر أبو العباس رحمه الله كلاما عظيما في كتابه الفتاوى، في القسم الذي عنون بالأصول، يراجع كلامه رحمه الله. [مجموع الفتاوى: 28/ 364. و 20/ 59 - 61] .اهـ.
سابعا: قال أبو الوليد الأنصاري حفظه الله: (قد علم بالضرورة أن أسباب القوة في زماننا تختلف عما سبق، وقد جعل الله تعالى للتمكين أسبابا لا بد منها، ولم يكلف المسلمين في حال الضعف ما كلفهم به في
(1) (ـ العثكال بكسر العين فمثلثة بزنة قرطاس وهو العذق وشمراخ بالشين المعجمة أوله وراء آخره خاء معجمة بزنة عثكال، غصن دقيق في أصل العثكال". [سبل السلام للصنعاني 4/ 13] "
(2) (ـ ينظر المغني 10\ 528.