فهرس الكتاب
الصفحة 78 من 80

ج- أن يكره فعلهم ويعتقد أنهم لا يعلمون الغيب ولكن ذهب للفرجة والنزهة من باب الاستطلاع فهذا من كبائر الذنوب ولا تقبل له صلاة أربعين، ومثله مشاهدته بالتلفزيون فكله لا يجوز ومثله ألعاب السيرك، ومثله من يحضر عند السحرة لكي يتفرج على ألعابهم البهلوانية وما يقومون به من أشياء مضحكة ولافتة للنظر.

4 ـ من دعا الناس إلى عبادة نفسه: وهذا النوع ذكره هنا ولم يذكره المصنف في رسالة الطواغيت. وهذا عام في كل من دعا الناس إلى أن يعبدوه.

وقوله"عبادة نفسه"بالمعنى العام للعبادة حتى يدخل عبادة السؤال والطلب والاستغاثة كأن يستغيث به فيما لا يقدر عليه إلا الله ويشمل العبادة بالمعنى الخاص كالذبح النذر وهذا النوع أغلظ من الذي قبله، لماذا؟ لأن الذي قبله رضي بالعبادة فقط بدون دعوة، أما هذا رضي بالعبادة ودعا الناس إلى أن يعبدوه.

"الناس"على الغالب وإلا لو دعا الجن لعبادته فيدخل في ذلك، وهذا يوجد في بعض الأقطار أن يقول للناس استغيثوا بي ادعوني أقضي حوائجكم كما يفعل بعض الصوفية.

5 -من حكم بغير ما أنزل الله وهذا هو الطاغوت الخامس وهو على أقسام:

أ- أن يحكم بغير ما أنزل الله وهذا هو الطاغوت الخامس مع اعتقاد أن هذا الذي حكم به مثل حكم الله أو أحسن من حكم الله أوأنه يجوز أن يحكم به فهذا كفر أكبر والدليل قوله تعالى: {أفحكم الجاهلية يبغون} وقوله: {ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون} ، وهذه مرت بالنواقض العشر.

ب- أن يحكم بغير ما أنزل الله أحياناً في قضايا معينة قليلة ليس عن قانون ولا تعميم ولا لائحة ولا نظام ولا عرف أو تقليد وهو يعرف أن هذا الذي حكم به باطل ولا يجوز، ولكنه في باب الشهوة والهوى أو الرشوة، فهذا كفر دون كفر مثاله كأن يكون هنا قاض يحكم بين الناس بالشرع وهو دائماً يحكم على السارق إذا ثبتت عليه السرقة بالقطع وعلى من شرب الخمر بالحد هذا فعله دائماً لكن في بعض الأحيان القليلة إذا جاءه سارق قريب له أو أعطاه شيئاً من المال وقد ثبتت عليه السرقة لم يحكم بقطع يده وإنما حكم عليه بالسجن والتعزير هوى لا عن قانون ولا تعميم ولا لائحة ولا نظام ولا عرف ونحو ذلك، وهو يعرف في قرارة نفسه أنه مخطئ لكن الهوى والمجاملة دفعه لذلك، فهذا يعتبر من الكفر الأصغر والدليل يحمل عليه قول ابن عباس أنه كفر دون كفر إن صح، ويحمل عليه ما صح عن التابعين أنه كفر دون كفر وهو قول أبي مجلز التابعي لما ناقش الخوارج حول آية {ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون} .

ج- من يعرف أنه مخطئ ولكن كثيراً ما يحكم بغير ما أنزل الله وهو نفس المثال السابق لكن بدل القول (في قليل من القضايا) يكون في كثير من قضاياه يحكم بغير ما أنزل الله. فالقاضي الذي يحكم على السارق بالقطع أحياناً وإلاّ فأكثر السراق يحكم عليهم بغير حكم الله فهذا حكمه كفر أكبر وأدلته أدلة القسم الأول. وأشد منه الذي يحكم في كل القضايا بغير ما أنزل الله حتى ولو كان يعرف أنه مخطئ وأن حكم الله سبحانه أحسن، وهذا التقسيم في حكم من حكم بغير ما أنزل الله.

د- القاضي الذي يحكم بما أنزل الله لكن في بعض القضايا يحكم بالقانون وباللائحة وبالتعميم وبالنظام أو العرف والتقليد والسلوم ولو مرة واحدة وهو يعرف أنه مخطئ فهذا

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام