فهرس الكتاب
الصفحة 71 من 80

قال المصنف والدليل على البعث قوله تعالى: {منها خلقناكم وفيها نعيدكم} وقوله تعالى: {والله أنبتكم من الأرض نباتاً} .

المسألة الثالثة: مسألة الحساب:

قال المصنف"بعد البعث محاسبون"تعريف الحساب لغة: العد. اصطلاحا: إطلاع الله العباد على أعمالهم خيراً كانت أم شراً على وجه التفصيل قبل الانصراف من المحشر.

هل الحساب عام لجميع الخلق؟ نعم .. إلا ما استثني وهم الأنبياء والملائكة والسبعون ألف الذين يدخلون الجنة بغير حساب ولا عذاب والصديقون لأنهم افضل من السبعين ألف.

والدليل على أنه كلا محاسب قوله تعالى: {فوربك لنسئلنهم أجمعين} . وما رواه الترمذي وحسنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: [لا تزول قدم عبد يوم القيامة حتى يسأل عن عمره .. وماله .. وعمله .. ] مختصراً.

من هو أول من يحاسب؟ وقع خلاف بين أهل العلم في أول من يحاسب وكل منهم استدل بأحاديث بأن أول من يحاسب كذا وأول من يحاسب كذا. وأحسن التعريف الجمع بين أقوالهم فيقال كل ما قيل صحيح ويقسم أول من يحاسب إلى اعتبارات: فيقال أول من يحاسب باعتبار الأمم أمة محمد صلى الله عليه وسلم. والدليل ما رواه ابن ماجة مرفوعاً [نحن الآخرون السابقون المقضي عليهم قبل الخلائق] وعند الإمام أحمد أنه بعد الشفاعة الكبرى ومجيء الله للفصل يقال: [أين أمة محمد فيأتون غراً محجلين فيبدأ بهم الحساب] .

وأول من يحاسب باعتبار أعمال العبد المسلم المتعلقة بحقوق الله الشرك ثم يحاسب على الصلاة ثم الزكاة .. بقية الأعمال. وأول محاسبة باعتبار حقوق العباد الدماء [أول ما يقضى في يوم القيامة الدماء] في الصحيح.

وباعتبار الناس أول ما يحاسب العالم ثم المجاهد ثم العابد ثم التاجر ثم رؤساء الناس ثم سائر الناس على حديث معاوية في الصحيح.

والحساب ينقسم إلى أقسام:

القسم الأول: ما يسمى العرض والتقرير وهذا ليس لكل الناس وإنما للمؤمنين وليس كل المؤمنين بل المؤمن الذي شاء الله أن يستر ذنوبه ويتجاوز عنه، يحاسبه محاسبة سرية بينه وبينه.

أما صفتها فتعرض عليه أعماله السيئة فيقال: فعلت كذا وكذا يوم كذا وكذا وهذا يقرر ويقول: نعم. فيقول الله سترتك في الدنيا وأنا أتجاوز عنها يوم القيامة.

القسم الثاني: الحساب العسير وهو المناقشة العلنية كما جاء في الحديث: [من نوقش الحساب عذب] وفيه يحصل الفضح بين الخلائق والتشهير لبعض الناس والتكبيت.

والحساب غير العرض والجدال.

وذكر المصنف"الدليل على ذلك قوله تعالى: {ليجزي الذين أساءوا بما عملوا ويجزي الذين أحسنوا بالحسنى .. } ."

* أطفال المسلمين إذا ماتوا فلا يحاسبون فهم في الجنة بالإجماع، وأما أطفال الكفار فقيل يمتحنون وهو الصحيح، وقيل: غير ذلك.

ثم يذبح الموت بين الجنة والنار فيقال لأهليهما خلود فلا موت.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام