فهرس الكتاب
الصفحة 4 من 80

تعالى، لو ما أنزل الله حجة على خلقه إلا هذه السورة لكفتهم؛ وقال البخاري، رحمه الله تعالى: باب: العلم قبل القول والعمل، والدليل قوله تعالى: (فاعلم أنه لا إلَه إلاّ الله واستغفر لذنبك) فبدأ بالعلم، قبل القول والعمل.

اعلم رحمك الله: أنه يجب على كل مسلم ومسلمة، تعلم هذه المسائل، والعمل بهن.

الأولى: أن الله خلقنا ورزقنا، ولم يتركنا هملاً، بل أرسل إلينا رسولاً، فمن أطاعه دخل الجنة، ومن عصاه دخل النار، والدليل قوله تعالى: (إنا أرسلنا إليكم رسولاً شاهداً عليكم كما أرسلنا إلى فرعون رسولاً، فعصى فرعون الرسول فأخذناه أخذاً وبيلاً)

الثانية: أن الله لا يرضي أن يشرك معه أحد في عبادته، لا ملك مقرب، ولا نبي مرسل، فضلاً عن غيرهما؛ والدليل قوله تعالى: (وأن المساجد لله فلا تدعوا مع الله أحداً)

الثالثة: أن من أطاع الرسول، ووحّد الله، لا تجوز له موالاة من حاد الله ورسوله، ولو كان أقرب قريب، والدليل قوله تعالى: (لا تجد قوماً يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله ولو كانوا آباءهم أو أبناءهم أو إخوانهم أو عشيرتهم أولئك كتب في قلوبهم الإيمان وأيدهم بروح منه ويدخلهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها رضي الله عنهم ورضوا عنه أولئك حزب الله ألا إن حزب الله هم المفلحون)

اعلم أرشدك الله لطاعته: أن الحنيفية ملة إبراهيم، أن تعبد الله مخلصاً له الدين، وبذلك أمر الله جميع الناس وخلقهم لها كما قال تعالى: (وما خلقت الجن والإنس إلاّ ليعبدون) ومعنى يعبدون: يوحدون وأعظم ما أمر الله به التوحيد، وهو إفراد الله بالعبادة، وأعظم ما نهى عنه الشرك وهو: دعوة غيره معه؛ والدليل قوله تعالى: (واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئاً)

فإذا قيل لك: ما الأصول الثلاثة، التي يجب على الإنسان معرفتها؟ فقل: معرفة العبد ربه، ودينه، ونبيه محمداً صلى الله عليه وسلم

فإذا قيل لك: من ربك: فقل ربي الله الذي رباني، ورب جميع العالمين بنعمه، وهو معبودي، ليس لي معبود سواه، والدليل قوله تعالى: (الحمد لله رب العالمين) وكل ما سوى الله عالم. وأن واحد من ذلك العالم.

وإذا قيل لك: بم عرفت ربك؟ فقل: أعرفه بآياته ومخلوقاته؛ ومن آياته: الليل، والنهار، والشمس، والقمر، ومن مخلوقاته: السماوات السبع، ومن فيهن، والأرضون السبع ومن فيهن وما بينهما؛ والدليل قوله تعالى: (ومن آياته الليل والنهار والشمس والقمر لا تسجدوا للشمس ولا للقمر واسجدوا لله الذي خلقهن إن كنتم إياه تعبدون) وقوله تعالى: (إن ربكم الله الذي خلق السموات والأرض في ستة أيام ثم استوى على العرش يغشي الليل والنهار يطلبه حثيثاً والشمس والقمر والنجوم مسخرات بأمره ألا له الخلق والأمر تبارك الله رب العالمين) . والرب، هو: المعبود، والدليل قوله تعالى: (يا أيها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم لعلكم تتقون) إلى قوله تعالى: (فلا تجعلوا الله أنداداً وأنتم تعلمون) قال ابن كثير رحمه الله تعالى: الخالق لهذه الأشياء، هو المستحق للعبادة.

وأنواع العبادة التي أمر الله بها، مثل: الإسلام، والإيمان الإحسان ومنه الدعاء والخوف والرجاء والتوكل، والرغبة، والرهبة، والخشوع، والخشية، والإنابة، والاستعانة، والاستعاذة،، والاستغاثة، والذبح، والنذر، وغير ذلك من أنواع العبادة التي أمر الله بها، والدليل قوله تعالى: (وأن المساجد لله فلا تدعوا مع الله أحداً)

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام