مع النفي هو وضوح أمر الإسلام والنبوة يكون مراد الله تعالى من الانشقاق هو وضوح أمر الإسلام والنبوة وعلى ذلك فليس من معجزات حسية للنبي صلى الله تعالى عليه وسلم وإنما له القرآن وحده دليلا على إثبات النبوة.
والعلماء الذين لم يفطنوا إلى المحكم والمشابه. أرادوا أن يجمعوا بين النفي وبين لإثبات بقولهم: ليس المنع من عموم المعجزات الحسية، بل المنع من معجزات خاصة، اقترحتها قريش، منها: قلب جبل الصفا: ذهبا وهؤلاء العلماء ليسوا بمستنيرين فإن المعجزات التي اقترحتها قريش ذكرها المقترح منها. قال الله تعالى: {وَقَالُوا لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى تَفْجُرَ لَنَا مِنَ الْأَرْضِ يَنْبُوعًا (90) أَوْ تَكُونَ لَكَ جَنَّةٌ مِنْ نَخِيلٍ وَعِنَبٍ فَتُفَجِّرَ الْأَنْهَارَ خِلَالَهَا تَفْجِيرًا (91) أَوْ تُسْقِطَ السَّمَاءَ كَمَا زَعَمْتَ عَلَيْنَا كِسَفًا أَوْ تَأْتِيَ بِاللَّهِ وَالْمَلَائِكَةِ قَبِيلًا (92) أَوْ يَكُونَ لَكَ بَيْتٌ مِنْ زُخْرُفٍ أَوْ تَرْقَى فِي السَّمَاءِ وَلَنْ نُؤْمِنَ لِرُقِيِّكَ حَتَّى تُنَزِّلَ عَلَيْنَا كِتَابًا نَقْرَؤُهُ قُلْ سُبْحَانَ رَبِّي هَلْ كُنْتُ إِلَّا بَشَرًا رَسُولًا} [الإسراء: 90 - 93] .
ولقد حملهم غفلتهم على تناقض أفكارهم في معنى المعجزة. فقد اشترطوا أن المعجزة هو للتحدي والتحدي هو لإثبات العجز. فمنم ذا الذي كان واقفا ليشاهد القمر وهو ينشق فلقتين حتى يثبت التحدي؟ ومن ذا الذي رأى النبي صلى الله تعالى عليه وسلم ليلة الإسراء حتى يثبت التحدي؟ لقد نسي هؤلاء: أن نبوة محمد صلى الله تعالى عليه وسلم للعرب والعالم. وإذا كانت نبوته للعرب وللعالم فإن الخبر القرآني كاف في التحدي على طول الزمان وليست الرؤية هي المثبتة للنبوة. والدليل على أن الخبر الإسراء كان في حالة للنبي بين النائم واليقظان وأنه رأى فيما يرى النائم. ومع ذلك لم يره أحد حتى يثبت التحدي بكونه معجزة وإنما هو أخبر فصار الخبر منزلا منزلة الرؤية وعلى ذلك يؤممن المسلمون المستنيرون بالإسراء بخبر يحتمل