فهرس الكتاب
الصفحة 134 من 256

الفصل العاشر في إن بتقدير أن يكون المعجز قائما مقام ما إذا صدقه الله تعالى على سبيل التصريح. فهل يلزم من هذا كون المدعي صادقا؟

قال المفكرون لدلالة المعجزات: أن هذا المعنى غير واجب ويدل عليه وجوه:

الشبهة الأولى: إن الدلائل الدالة على صحة القول بالخبر دالة على أن فاعل جميع أفعال العباد هو الله تعالى: وإذا ثبت هذا وجب القطع بأن خالق كل الأكاذيب وكل الجهالات هو الله تعالى وإذا لم يمتنع من الله تعالى خلق الجهل والضلالة ابتداء فبأن لا يمتنع منه ذكر كلام يوجب وقوع التلبيس والجهل والشبهة في قلوب العباد كان أولى لأن فعل ما قد يفضي إلى الجهل ليس بأعظم من فعل الجهل ابتداء.

الشبهة الثانية: لا شك في حصول الجهالات في قلوب الخلق. ففاعل هذا الجهل أما أن يكون هو العبد أو الله تعالى والأول باطل. لأنه أنا أن يقال العبد رغب في تحصيل الجهل لنفسه ابتداء مع علمه بكونه جهلا. أو يقال: العبد إنما رغب في تحصيل ذلك الجهل لأنه اعتقد فيه كونه علما فلأجل حصول هذا الاشتباه رغب في تحصيل ذلك.

الاعتقاد لنفسه والأول باطل من وجهين:

أحدهما: إن من المعلوم بالضرورة: إن العاقل لا يسمى في تحصيل الجهل لنفسه.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام