اعلم: أنا بينا أن الإنسان له قوتان قوة نظرية ترتسم فيها صور المعقولات من عالم المفارقات. وقوة علمية يقدر بها على التصرف في عالم الجسمانيات.
فالمعجزة الصادرة من القوة العاقلة الشاعرة: كونه آتيا بالاخبار عن المغيبات. والمعجزة الصادرة من القوة العملية: كونه أتيا بالأفعال الغربية الخارقة للعادة.
أما النوع الأول: فطريق الفلاسفة في تقريره أن قالوا: قد عرفنا أن الحس المشترك على وجهين:
أحدهما: أن الحواس الظاهرة إذا أخذت صور المحسوسات الموجودة في الخارج وأدتها إلى الحس المشترك فحينئذ تنطبع تلك الصور في الحس المشترك وتصير مشاهدة.
والثاني: ان القوة المتخيلة التي من شأنها تركيب الصور بعضها بالبعض إذا ركبت صورة فإن تلك الصورة فد تنطبع في الحس المشترك ومتى حصل الانطباع. وجب أن تصير مشاهدة وذلك لأن القسم الأول، إنما صارت تلك الصورة مشاهدة لأجل أن تلك الصورة انطبعت في الحس المشترك لا لأجل أنها وردت عليه من الخارج وإذا كان كذلك وجب