فهرس الكتاب
الصفحة 192 من 256

أيضا في الصور المنحدرة عليه من جانب المتخيلة أن تصير مشاهدة ومثال الحس المشترك المرآة فإن كل تنطبع فيها من أي جانب كان صارت مشاهدة فكذلك الصور المنطبعة في الحس المشترك إذا انطبعت فيه من أي جانب ان تصير محسوسة.

وإذا عرفت هذا فنقول: الصور التي يشاهدها الابرار والكهنة والنائمون والممرودون ليست موجودة في الخراج فإنها لو كانت موجودة في الخارج لوجب أن يراها كل منم كان سليم الحس بناء على أنه متى كانت الحاسة سليمة وكان الشيء الحاضر بحيث تصح رؤيته ولم يحصل القرب القريب والبعد البعيد واللطافة والصغر وحصلت المقابلة فعند حصول هذه الشرائط يكون الإدراك والابصار واجبا. إذ لو جاز أن لا يحصل الإدراك عند الشرائط يكون الإدراك والإبصار واجبا. إذ لو جاز أن لا يحصل الإدراك عند حصول هذه الشرائط لجاز أن يصير عندنا جبال عظيمة وأصوات هائلة ولا نراها نسمعها ومعلوم ان تجويزه يوجب الجهالات العظيمة فثبت بهذا: أن تلك الصور غير موجودة في الخارج فيجب الجزم بأن وروردها على الحس المشترك إنما كان من الداخل وهو أن القوة المتخيلة ركبت تلك الصور فانحدرت إلى الحس المشترك فصارت مرئية.

وقد كان الواجب أن تحصل هذه الحالة أبدا إلا أن العائق عنه أمران: الأول: أن الحس المشترك إذا حصلت فيه الصور المأخوذة من الخارج لم يتسع للصور التي تركبها المتخيلة فحينئذ تصير الصور، التي تركبها المتخيلة بحيث لا يمكن انطباعها في الحس المشترك.

والثاني: أن القوة العاقلة تكون مسلطة على القوة المتخيلة فتمنعها عن تركيب تلك الصور.

إذا عرفت هذا فنقول: أنه إذا انتفى الشاغلان معا أو أحدهما

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام