فهرس الكتاب
الصفحة 180 من 256

الفصل الثالث في صفة هذه الدعوة إلى الله تعالى.

اعلم أن حرفة النبوة والرسالة عبارة عن دعوة الخلق من الاشتغال بالخلق إلى خدمة الحق. ومن الاقبال على الدنيا إلى الاقبال على الآخرة فهذا هو المقصود الأصلي.

إلا أن الناس لما كانوا حاضرين في الدنيا ومحتاجين إلى مصالحها وجب أن يكون له خوض في هذا الباب أيضا بقدر الحاجة.

فنقول: خوض الرسول - عليه السلام - أما أن يكون فيما يتعلق بالدين أو فيما يتعلق بالدنيا. أما القسم الأول. وهو فيما يتعلق بالدين، فيجب عليه البحث في أمور ثلاثة: الماضي والحاضر والمستقبل.

أما القسم الأول من المباحث المتعلقة بالأديان: وهو ما يتعلق بالماضي: فهو أن يرشدهم إلى أن هذا العالم محدث وله إله كان موجودا في الأول، وسيبقى في الأبد وأنه منزه عن مماثلة الممكنات وأنه موصوف بالصفات المعتبرة في الإلهية والكمال وهي القدرة النافذة في جميع الممكنات والعلم الساري في جميع المعلومات والوحدانية المطلقة بمعنى: كونه منزها عن لأجزاء والابعاض والفردانية المطلقة بمعنى كونه منزها عن الضد والند والصاحبة والولد. ثم يجب عليه أن يبين لهم أن

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام