فالشبهة الأولى: أن يقال: الفعل. إما أن يتوقف على الدواعي أو لا يتوقف. فإن تتوقف الفعل على الدواعي فصدور الفعل منا يتوفق على حصول الدواعي لنا. وحدوث الدواعي يكون من الأسباب العالية. وحينئذ تكون جميع القبائح الصادرة من العباد معلولة وموجبة عن فعل الله تعالى وفاعل السبب فاعل للمسبب فحينئذ يكون فاعل جميع القبائح هو الله تعالى وتقدس - وإذا ثبت هذا فحينئذ لا يمتنع من الله تعالى إظهار المعجز على يد الكاذب. وعلى هذا التقدير فإنه لا يبقى المعجز دليلا على الصدق على القسم الأول.
وأما القسم الثاني: وهو أن صدور الفعل عن القادر لا يتوقف على انضمام الدواعي إليه. فنقول: فعلى هذا التقدير لا يمتنع أن يقال: إنه تعالى خلق هذا المعجز لا لشيء من الدواعي والأغراض أصلا وإذا كان هذا الاحتمال قائما امتنع القطع بأنه تعالى ما خلق هذا المهجز لغرض تصديق المدعي لأنه لما بطل أصل التعليل المكيف بالكيفية المخصوصة فقد بطل التعليل.