وهي عشرة:
النوع الأول: وهو أعظمها قوة وأشدها تأثيرا على ما يقال: السحر المبني على مقتضيات أحكام النجوم.
وتقرير اكلام فيه: أنه ثبت بالدلائل الفلسفية أن مباديء حدوث الحوادث في هذا العالم: هو الإشكال الفلكية والاتصالات الكوكبية ثم أن التجارب المعتبرة في علم الأحكام، انضافت إلى تلك الدلائل فقويت تلك المقدمة جدا. ثم أن التجارب النجومية دلت على اختصاص كل واحد من هذه الكواكب السيارة بأشياء معينة من هذا العالم الأسفل. فلكل واحد منها طعوم مخصوصة وروائح مخصوصة وأشكال مخصوصة ومن المعادن كذا ومن النبات كذا ومن الحيوان كذا.
فإذا طلب من الكواكب حالة مخصوصة مناسبة لعمل مخصوص ثم جمع بين الأشياء الفعلية المناسبة لذلك الكواكب ولذلك الأمر، فحينئذ قد حصل الفاعل القوي على ذلك الفعل وحصلت المواد القابلة لذلك الأثر المناسبة له. وعند الجمع بين الفاعل وبين القابل لا بد وأن يظهر الأثر فهذا شرح هذا النوع من السحر.