النوع الثاني من أنواع السحر: السحر المبني على قوة الوهم وتضفية النفس:
وتقريره: أنه ثبت في علم النفس: أن النفوس الناطقة من جنس الأرواح الفلكية، ومولدة منها. وكأنها قطرات من تلك البحار وشموع من تلك الشموع. يكون لها أثر ما قوة ما فإذا أعرضت النفس القاطعة عن التوجه إلى سائر الجوانب وبقيت متوجهة إلى غرض واحد، ومطلوب معين: قويت حينئذ قوتها واشتد تأثيرها فقدرت على أحداث أحوال غربية في هذا العالم.
وفيه سبب آخر: وهو أنها في حالة الصفاء والرياضة تنجذب إلى الروح الفلكي: الذي هو طباعها التام وأبوها الأصلي فيسري من تلك الطباع التام قوة جوهر النفس فيعلم لهذا السبب شأنها ويقوي تأثيرها.
النوع الثالث: السحر المبني على خواص الأدوية المعدنية والنباتية والحيوانية: ويدخل في هذا الباب خواص الأحجار المختلفة ويدخل فيه خواص الحيوان التي يسعى في توليدها بطريق التعفينات ويكون لكل جزء من أجزاء تلك الحيوانات آثار خاصة ورأيت كتابا في هذا الباب من مصنفات أبي بكر بن وحشية ويدخل في هذا الباب: السحر المبني على خواص اعداد الوفق.
النوع الرابع: السحر المبني على العزائم والرقي ويدخل في هذا الباب: السحر المرتب على الاستعانة بالأرواح السفلية والمسماة بالجن والشياطين والكلام في إثبات هذا الجنس من الأرواح ونفيه قد سبق