فهرس الكتاب
الصفحة 173 من 256

اعلم: أنا سنذكر سورا من القرآن ونفسرها، ليظهر من ذلك التفسير: صحة هذا الطريق الذي ذكرناه: فمنها سورة {سبح اسم ربك الأعلى} فنقول:

قد علمت أن الأصل هو الإلهيات والفرع هو النبوات فلا جرم جرت العادة في القرآن: إن يقع الابتداء بتقرير الإلهيات ثم يقع الشروع في تقرير النبوات بعدها. ففي هذه السورة بدأ بالإلهيات فقال: {سبح اسم ربك الأعلى} ومهناه: أنه أعلى من مناسبة جميع الممكنات ومشابهة كل باعتبار ثاني ومن قبول التغير والفناء أما في الذات وأما في الصفات وهو سبحانه أعلى من كل الأشياء في كل هذه الصفات وفيه لطيفة أخرى لا يمكن ذكرها.

واعلم أن: أكثر الدلائل المذكورة في القرآن على إثبات الإله تعالى محصورة في قاعدة واحدة وهي حدوث الصفات وهي أما في الحيوانات وأما في النبات والحيوان كذلك له بدن ونفس فقوله: {خلق فسوى}

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام