الفصل الأول في تمييز هذا الطريق عن الطريق المتقدم
اعلم ا القائلين بالنبوات فريقان أحدهما: الذين يقولون: أن ظهور المعجزات على يده يدل على صدقه. ثم أنا نستدل بقوله على تحقيق الحق وإبطال الباطل وهذا القول هو الطريق الأول وعليه عامة أرباب الملل والنحل.
والقول الثاني: أن نقول: أن نعرف أولا أن الحق والصدق في الاعتقادات ما هو؟ ولأن الصواب في الأعمال ما هو؟ فإذا عرفنا ذلك ثم رأينا إنسانا يدعو الخلق إلى الدين الحق، ورأينا أن لقوله أثرا قويا في صرف الخلق من الباطل إلى الحق عرفنا أنه نبي صادق واجب الاتباع. وهذا الطريق أقرب على العقل والشبهات فيه أقل. وتقريره لا بد وأن يكون مسبوقا بمقدمات:
المقدمة الأولى: اعلم أن كمال حال الإنسان في أن يعرف الح