فهرس الكتاب
الصفحة 164 من 256

الجبل يقرب منهم بحيث خافوا من وقوعه عليهم. ومن المعلوم أن حصول هذه الحالة على هذا الوجه يفيد العلم الضروري بأن تعالى إنما أوفق الجبل فوق رؤوسهم لأجل أن يتبادروا إلى الطاعة والامثال. وتجويز أن يكون الغرض من إظلال ذلك الجبل شيئا آخر سوى هذا المقصود. لا يقدح في حصول العلم الضروري، بأنه لا مقصود منه سوى ذلك. فإنا قد بينا أنه قد خالق كل المعجزات هو الله تعالى. وثبت بالاصل الثاني: أنه لا حكمة لله - تعالى - من خلق تلك المعجزات إلا التصديق وهذا يفيد العلم اليقيني بأن الله تعالى إنما خلق هذه المعجزات إلا التصديق الأنبياء والرسل. والعلم الضروري حاصل بأن الكذب على الله تعالى محال. لأنه صفة نقص وشهادة الفطرة دالة على أن صفة النقص محال على الله تعالى وعند هذا يحصل الجزم واليقين بأن ظهور المعجزات يدل على صدق الأنبياء عليهم السلام.

وأما قولهم بعد ذلك: ما الفائدة في النسخ؟ وما الفائدة في التوجه إلى الكعبة دون بيت المقدس؟ فجوابه: أن نقول: أحكام الله - تعالى غير موقوفة على تحسين العقل وتقبيحه فيفعل الله ما يشاء ويحكم ما يريد.

فقد ظهر بما ذكرناه: إن بالوقوف على معرفة هذه الأصول الثلاثة يحصل الخلاص عن بحار تلك الشبهات واللخ لله تعالى الذي هدانا إلى الدين القويم والصراط المستقيم والله أعلم.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام