فهرس الكتاب
الصفحة 126 من 256

قالوا: إن الملك العظيم، إذا جلس في المحفل العظيم ثم قام واحد من القوم وقال: يا أيها الناس أني رسول هذا الملك إليكم، ثم قال: يا أيها الملك إن كنت صادقا في هذا القول فخالف عادتك وقم من سرير ممكناتك. فإذا رأى الناس أن ذلك الملك أتى بذلك الفعل الذي التمسه ذلك المدعي علموا قطعا: إنه إنما فعل ذلك تصديقا لذلك المدعي وإذا ثبت هذا في الشاهد وجب أن يكون الحال كذلك في الغائب فثبت إن خلق المعجز يدل على التصديق.

والاعتراض عليه من وجهين:

الأول: أن حصول ذلك الفعل لا يدل على الصديق وبيانه أن القدر المعلوم هو أنه حصل ذلك الفعل مقارنا لذلك الطلب إلا أن حصول الشيء مع الشيء لا يدل على العلية لا قطعا ولا ظاهرا.

ونحن نبين هذا القول تارة بطريق الإجمال وتارة بطريق التفصيل أما طريق الاجمال فمن وجوه:

الأول: أن علم الله تعالى بالشيء المعين واجب الحصول مع حصول ذلك الشيء المعين لأنه لما ثبت أنه تعالى يجب كونه عالما بجميع

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام