فهرس الكتاب
الصفحة 150 من 256

فالشبهة الأولى: قالوا: ثبت بالدلائل العلمية: إن كمال حال الإنسان في الدنيا والآخرة في أن يعرف الحق لذاته والخير لأجل العمل به، وأشرف المعارف معرفة الله تعالى وأشرف الأعمال، الاعراض عن الدنيا، والإقبال على الآخر'ز فثبت أن سعادة الخلق مربوطة بتحصيل هذين الأمرين وكل ما سوى هذين المطلوبين فهو عبث عديم الفائدة.

وإذا ظهرت هذه المقدمة فنقول: أنا نرى الأنبياء والرسل ينسخ بعضهم شرائع بعض المتقدمين، وهذا النسخ والتبديل (2) أما أن يكون قد وقع في هذا الذي بينا أنه هو المقصود الأصلي، والفرض الاشرف أو في أمور زائدة عليها، ومغايرة لها. والقسم الأول: باطل قطعا لأنا لما بينا أن كمال السعادة والخير موقوف على تحصيل هذين المطلوبين فكل من جاء

(2) أن النشخ - وهو لا يكون في الأوامر والنواهي - ما حدث إلا مع ثلاثة من الرسل. أولهم نوح إلى موسى كان على شريعة نوح. وظل الناس على شريعة موسى إلى زمان محمد عليه السلام وكل نبي من بعد موسى إلى محمد كان على شريعة موسى. والناس يعلمون أنه إلى والاستقرار لما صار البقاء حاصلا أرسل الله موسى نورا وهدى للناس ليظلم لهم معايشهم - عن أمره تعالى - وفي زمان محمد صلى الله تعالى عليه وسلم أراد الله تعالى أن يخفف التشريعات على الناس. فكان القرآن: {تخفيف من ربكم روحمة} فالرسل الثلاثة وهم: نوح وموسى ومحمد عليهم السلام: هم رسل الشرائع - وجميع الأنبياء والرسل متفقون في العقائد.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام